حدثنا عن تجربتك السينمائية الجديدة «فتاة المصنع».

Ad

كان الفيلم فكرة أحلم بتقديمها منذ فترة طويلة. التقيت بشخص ساعدني في الوصول إلى مدير أحد المصانع الذي اتفقت معة أن يلحق زوجتي وسام سليمان بالعمل فيه. فعلاً، عملت هناك لمدة أسبوع واستطاعت أن تعقد صداقات مع بنات كثيرات واقتربت أكثر من مشاكلهن وأحلامهن والضغوط التي يواجهنها في عملهن، ثم كتبت السيناريو على مدار عام.  في تلك المرحلة، واجهتني مشكلة في الوصول إلى جهة إنتاج تتحمس للفيلم، إلى أن حصل على دعم من وزارة الثقافة. لكني حتى الآن لا أستطيع أن أحدد موعد بدء التصوير رغم انتهائي من التحضيرات كافة، وترشيحي للفنانة روبي للقيام بالبطولة مع هاني عادل وابتهال الصريطي (ابنة الفنان سامح الصريطي)، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة

توقفت مشاريع كثيرة لي بسبب الإنتاج من بينها فيلم «ستانلي» مع محمود عبد العزيز، الذي تخلى عنه المنتج كامل أبو علي لاعتراضه على قيام محمود ببطولته. كذلك فيلم «نسمة» مع غادة عادل، الذي للأسف، توقف بعدما ذهبنا إلى سورية لإجراء معاينات لأماكن التصوير وراسلنا خبراء ماكياج عالميين. ورغم حلّ مشكلة فيلم «المسطول والقنبلة» للسيناريست مصطفى محرم مع الرقابة وأجهزة أمن الدولة وتنفيذ تعديلات على السيناريو طلبها رئيس جهاز السينما ممدوح الليثي، قامت الثورة فتوقف المشروع.

 

لماذا قضايا المرأة هي المحور الدائم في معظم أفلامك؟

أعرض وجهات نظري من خلالها لشعوري أن المجتمع يقسو عليها غالباً. «أحلام هند وكاميليا» أقرب فيلم إلى قلبي، لأن هند شخصية حقيقية لفتاة كانت تعمل لدينا خادمة ولم نكن أبداً نفرق في المعاملة معها وكأنها واحدة من أفراد الأسرة. أما «بنات وسط البلد»، فقررت تنفيذه بعدما التقيت بفتاة في الثالثة صباحاً كانت تنتظر سيارة أجرة لتصل إلى بيتها في المعصرة فأقليتها بسيارتي، وفي الطريق روت لي حكايتها ثم تحدثت مع والدها ليأخذها من الكورنيش فجاء وأخذها وراءه على عجلة. هكذا، قررت أن أتحدى نفسي وأقدم فيلماً شبابياً عن هذه الفئة من خلال منة شلبي وهند صبري وخالد أبو النجا، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً عند عرضه.

كيف قدمت هذه المشاعر الإنسانية النبيلة كافة في فيلم «في شقة مصر الجديدة»؟

تقديم فيلم عن الحب من دون أن نسمع فيه كلمة «بحبك» شكّل تحدياً كبيراً بالنسبة إليّ، فالفيلم يعتمد على المشاعر والأحاسيس الداخلية ويقدم مضموناً مختلفاً لشكل الحب الذي تعودنا عليه في أفلام كثيرة، وهذا الفيلم أعتبره قطعة من قلبي وله مكانة كبيرة جداً في داخلي.

هل صحيح أن نادية الجندي رفضت إخراجك لفيلمها «رغبة متوحشة»؟

هذا صحيح وقالت: «مش ممكن أشتغل مع مخرج الصراصير والشوارع». لكني سعدت جداً عندما ذهب الفيلم إلى المخرج خيري بشارة.

تردد أن الفنان الراحل أحمد زكي كان مرشحاً للقيام ببطولة «الحريف»؟

نعم، لكنه أراد أن يفرض وجهة نظره على شكل الشخصية وطريقة أدائها فأعطيت الفيلم لعادل إمام. لكن أحمد هو الذي علق بصوته في بداية الفيلم بأبيات شعر لأمينة جاهين ابنة الشاعر الكبير صلاح جاهين.

لماذا تعتبر فيلمك «طائر على الطريق» مع أحمد أول أفلامك رغم أنه رابع فيلم تصوره؟

لأني أحببت شخصية فارس في الفيلم الذي يدخل في علاقات إنسانية في أي وقت ومع أي شخص، وكان ذلك بداية الفكر السينمائي الذي تجده في معظم أفلامي بعد ذلك.

وكيف ترى زوجة رجل مهم؟

أحبه جداً رغم المشاكل الرقابية التي حدثت له لدرجة أننا عرضناه عرضاً خاصاً لرئيس مباحث أمن الدولة، وأذكر أن أحد النقاد سألني: هل ترمز الثلاجة الفارغة في الفيلم إلى مصر؟ فأصبت بانهيار عصبي.

و{أيام السادات»؟

شكّل هذا الفيلم تحدياً أيضاً بالنسبة إليّ لأنه يقدم شخصية معاصرة ومهمة لها دور في حياتنا، وأنا فخور به جداً رغم أنه «قصف عمري» وأخذ مني سنة ونصف السنة، بالإضافة إلى المشاكل والخلافات التي حدثت بيني وبين أحمد زكي أثناء التصوير.

ما الفيلم الذي أوجع قلبك؟

«فارس المدينة» لمحمود حميدة، والذي استدنت بسببه من البنك وانتهى الفيلم ليعرض بعد عام ونصف العام بعدما تزايدت الفوائد وأصبحت مديناً بمبلغ 115 ألف جنيه.

كيف ترى شكل الفن في الفترة المقبلة؟

أتمنى أن نتفاءل، وإذا حدث أي نوع من التشدد لا بد من أن نقاومه. لكن أكثر ما يخيفني هو الجهل الذي قد يقودنا إلى الظلام مثلما حدث مع كاملة أبو ذكري في جامعة القاهرة حيث منع تصوير مسلسلها «ذات»، بالإضافة إلى التصريحات الغريبة والمخيفة التي تصدر عن بعض شيوخ التيار السلفي وتعيدنا مئات السنين إلى الوراء.

هل ترى أن من الضروري صناعة أفلام توثّق لثورة يناير الآن؟

أرفض هذا الأمر راهناً، لأن الثورة لم تكتمل بعد. فعلاً، فكرت في فيلم عن ثورة يناير واتفقت مع الكاتب روؤف توفيق على فكرة تدور حول رجل في منتصف العمر يقع في يده ملف عن أحد شباب ثورة يناير، إلا أنني لست متعجلاً في التنفيذ، فضلاً عن أن الكتابة ينبغي أن تتم بعمق ونضج ويلزمها وضوح الصورة من حولنا أكثر، خصوصاً أننا نشهد يومياً أحداثاً جديدة غير متوقعة وغير معقولة.