وضعت المذبحة التي تعرَّض لها متظاهرون أمام القصر الرئاسي بالقاهرة مساء أمس الأول الرئيس المصري محمد مرسي في موقف صعب بدت فيه شرعيته محل تشكيك واسع، رغم محاولة جماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها تبرير الهجوم الذي شنته على المعارضين، وأسفر عن مقتل 6 على الأقل، وإصابة نحو 700 آخرين، بالحديث عن "مؤامرات لإسقاط الرئيس المنتخب".

Ad

ورغم الترويع الذي تعرّض له المصريون أثناء متابعتهم تفاصيل هجوم مجموعات دموية على معارضي الرئيس، والذي تضمن عمليات إطلاق نيران من مسافات قريبة وتعذيب نشطاء بعد احتجازهم "أسرى"، فإن آلافاً خرجوا مساء أمس في ثلاث تظاهرات إلى قصر الاتحادية (المقر الرئاسي) يهتفون مطالبين برحيل مرسي، معتبرين أنه لم يعد رئيساً شرعياً للبلاد، وهو ما ذهب إليه قادة المعارضة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى. وأعلن المعارضون عن تنظيم تظاهرة مليونية اليوم بعد صلاة الجمعة بعنوان "كارت أحمر".

وزاد حجمَ التحدي أن قوات "الحرس الجمهوري" أعلنت منع التجمهر في محيط القصر وأغلقت الطرق المؤدية إليه، لكن قائد هذه القوات أكد، في تصريح صحافي نادر من نوعه، أن رجاله لن يعتدوا على المتظاهرين.

وجددت المؤسسة العسكرية تأكيد أن ولاءها للشعب المصري. وقال وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي إن "القوات المسلحة ستظل دائماً الدرع الواقية والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم، وإن الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره مهمة مقدسة لا تهاون فيها، وإن القوات المسلحة تعمل في ولاء تام لشعب مصر وأرضها"، وكان لافتاً أنه لم يستخدم تعبيراً شائعاً يؤكد أن "الولاء للشرعية".

وفي إشارة أخرى ذات دلالة طالب وزير الدفاع، خلال لقائه عدداً من قادة وضباط سلاحي المدفعية والمدرعات، رجال القوات المسلحة بأن يكونوا قدوة لجميع أفراد المجتمع في الانضباط والتفاني في أداء مهامهم، وما يتطلبه ذلك من يقظة كاملة واستعداد تام والتزام بأقصى درجات الانضباط العسكري وضبط النفس حفاظاً على أمن الوطن واستقراره.

وإزاء تصاعد الغضب الشعبي من استخدام "الإخوان" ما يشبه الميليشيات العسكرية ضد معارضيها أصدرت الجماعة بياناً تؤكد فيه أن تظاهر أعضائها أمام قصر الرئاسة كان للتعبير "السلمي" عن تأييدهم للشرعية، معربة عن نجاحها في "إجهاض مؤامرة".

وقالت إن أطراف المؤامرة هم من "يستخدمون المال الحرام الذي نهبوه من شعب مصر والذي يتلقونه من وراء الحدود، وبتوجيه من الفاسدين الهاربين من العدالة في الخارج، إضافة إلى مجموعة من السياسيين الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على المصالح الوطنية العليا، فليس سياسياً من يستخدم العنف أو يحرض عليه، وليس ثائراً من يحمل السلاح ضد مواطنيه".

وأضافت أن أعضاءها واجهوا "حشوداً من البلطجية المسلحين بكل أنواع الأسلحة النارية والبيضاء وقنابل المولوتوف وقنابل مسيلة للدموع والحجارة، كما وُجِد قناصة في الساحة، الأمر الذي أدى إلى سقوط شهدائنا الخمسة الأبرار إضافة إلى 1500 مصاب بعضهم إصاباتهم خطيرة"، على حد قولها.

وتعرضت مقار للجماعة للحرق من متظاهرين في معظم المدن المصرية، كما حاول محتجون اقتحام المنزل الريفي لمرسي في مدينة الزقازيق (70 كم شمال شرقي القاهرة) إلا أن الشرطة نجحت بصعوبة في إخراج أفراد أسرته منه دون أن يتعرضوا لإصابات.