افتتح الفنان التشكيلي العراقي جبر علوان أمس الأول معرضه في «فا غاليري»، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين والمهتمين، ومجموعة من الضيوف، وضم المعرض 17 لوحة بألوان الإكريلك، جاءت عبارة عن مجموعة لوحات ذات إيقاع جسدي ملهم، نفذت جميعها على «الكانفس» بأحجام مختلفة، ويستمر المعرض عشرة أيام تباع من خلاله اللوحات.

Ad

وقدم علوان مجموعة لوحات واقعية ملهمة، جسدت في مجملها حالات إنسانية مختلفة بأسلوب فني مميز، فقد ركز الفنان على جسد المرأة كعنصر أساسي في أعماله، ليعبر بدوره عما يجول في مخيلته الفنية الصاخبة، معتمداً على الإيقاع والحركة.

ومن اللافت تركيز الفنان على أجزاء معينة من الجسد كعناصر أساسية ورموز، تمثل غالبيتها رقصة «التانغو» و«الفلامنغو» الشهيرة، التي جاءت لتستطرد كل ما هو كامن داخل مخيلته العاشقة للتحرر، بنظرة مختلفة تجاوز بها المألوف عبر ما هو غير مألوف، والتي نالت بدورها استحسان الحضور والمهتمين في هذا المجال.

الرقص والموسيقى

وذكر الفنان جبر علوان، في تصريح لـ«الجريدة»، أن معرضه هو الثالث من نوعه الذي يقام في الكويت، ويضم مجموعة أعمال تتناول حالات من الرقص والموسيقى، إضافة إلى حالات الوحدة والتفكير، مشيراً إلى انه استخدم في لوحاته عدة ألوان، أبرزها الأحمر الذي استخدم بكثرة في الجزء الخاص بلوحات الرقص، وألوان أخرى مختلفة استخدمها في الجزء الثاني من اللوحات.

وتحدث علوان عن اللون الأحمر تحديداً، الذي وصفه بـ«الشبق» الكبير، الموجود في الكثير من الحالات كالموسيقى والرقص والضوء، موضحاً أنه يتعامل مع هذا اللون كحالة بحد ذاتها، وليس كفكرة، والمتمثل غالباً بالثورة، فهو في أعماله غير شيئا بعيدا كل البعد عما يرمز إليه هذا اللون.

وتناول جسد المرأة واصفا إياه بالكوكب الآخر الذي يصعب على الرجل اكتشافه، فيه جماليات رائعة غير مقتصرة على الشكل فحسب، بل بطبيعته وحركته وموسيقاه التي تلهم الفنان والمبدع لتناوله في أعماله.

وعن الشخصيات المموهة في لوحاته، أشار إلى انه حرص على عدم التركيز على الوجه، فهو لم يرغب في رسم «البورتريه»، مؤكدا أنه فضل الاعتماد على اللون، وعدم الدخول في التفاصيل التي من الممكن ان تقتل روح الفن، مؤكدا ان التصوير يختلف عن الرسم.  

علوان في سطور

ولد جبر علوان في محافظة بابل، العراق، عام 1948، وتخرج في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1970، وفي عام 1972 رحل إلى روما، حيث بدأ يرسم في ساحة نافونا الشهيرة، ومازال يعيش في روما.

وفي عام 1975 حصل على شهادة الدبلوم في النحت من أكاديمية روما للفنون الجميلة، وبعد انقضاء عشر سنوات منحته بلدية روما جائزة أفضل فنان، ليصبح أول أجنبي يحوز هذه الجائزة.

قدم العديد من الأعمال المعروضة بصفة دائمة في متاحف الفن الحديث في بغداد ودمشق وقطر والكويت وفي دار الأوبرا للثقافة بالقاهرة، وفي متحف كالوست في لشبونة، وفي قصر ديامني داي في فيرارا، ومتحف الأكاديمية في رافينا، وله أعمال كثيرة موزعة على مجموعات خاصة في العديد من المدن في أوروبا وروسيا واليابان وتشيلي.