معركة دمشق تتواصل... وقذيفة على حي السفارات

نشر في 22-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-11-2012 | 00:01
No Image Caption
«قوات الأسد» تصد هجوماً في ريف حلب... وفابيوس يتفهم طلب المعارضة الحصول على أسلحة دفاعية

مع تواصل المعارك جنوب العاصمة السورية دمشق، سقطت أمس قذيفة على حي أبورمانة الذي يضم معظم السفارات، في خطوة معنوية تظهر عدم قدرة نظام الرئيس بشار الأسد على حماية أكثر الأحياء حماية في دمشق. جاء ذلك في حين تمكنت القوات الأسدية أمس من صد هجوم شنته المعارضة على كتيبة جوية في ريف حلب.
سقطت للمرة الأولى قذيفة على حي أبورمانة الراقي في دمشق، في وقت تستمر المعارك في الأحياء الجنوبية من العاصمة، وذلك بعد تحديد موعد لاجتماع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في 12 ديسمبر في المغرب يسبق اجتماعا آخر مماثلا في نهاية هذا الشهر في طوكيو. وللمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات في سورية قبل عشرين شهراً، سقطت قذيفة هاون في حي أبورمانة الراقي في شمال شرق دمشق، الذي يضم مقار السفارات والقريب من مكاتب المقر الرئاسي، ما تسبب في مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولم يذكر المرصد مصدر القذيفة، إلا أن مصدراً أمنياً في العاصمة السورية أوضح أن مصدرها مجموعة مقاتلة معارضة للنظام. وذكر شهود لوكالة «فرانس برس» أن القذيفة استهدفت حافلة تابعة لعيادة طبية متنقلة كانت مركونة قرب حديقة المدفع المواجهة لنقابة الأطباء في وسط حي أبورمانة.

وتحطم الهيكل الخلفي من الحافلة وزجاجها، بالإضافة الى زجاج حافلة كانت مركونة خلفها تابعة للعيادة نفسها. كما اصيبت سيارات اخرى والرصيف بأضرار.

وأفاد أحد سكان المنطقة بأن «طوقا امنيا فرض على المنطقة» بعد اطلاق القذيفة.

وذكر شاهد آخر ان «سيارة مسرعة مرت في المكان واطلقت النار عشوائيا» بعد انفجار القذيفة، مضيفا «لحسن الحظ، كان الطريق الذي كانت يعج بالمارة قبل اشهر قليلة، مقفرا».

وقال «لا يمكن تصور الخوف الذي تملكني عند سماع صوت الانفجار، كما سيطرت حالة من الارتباك في المنطقة التي لم يكن احد من سكانها يتوقع حصول ذلك هنا».

وقال ثالث رافضاً الكشف عن هويته كذلك «اصبح الإنسان ينطق بالشهادة قبل الخروج من منزله، لأنه لا يعرف ان كان سيعود اليه سالما». وأضاف «هناك حواجز في كل مكان تحسباً لأي انفجار، الا ان هذه الحواجز لا تمنع القذيفة من السقوط والدليل امامنا».

وكانت قذيفتان أصابتا أمس الأول مبنى وزارة الاعلام في غرب دمشق من دون ان توقعا ضحايا، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وتجدد القصف صباح أمس على احياء دمشق الجنوبية ومصدره القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد. وتشهد هذه الأحياء منذ اسابيع معارك بين مجموعات معارضة والقوات النظامية التي تحاول ترسيخ سيطرتها على كل العاصمة وضواحيها.

كما تعرضت مدينة داريا في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية «التي تحاول السيطرة عليها منذ أيام»، بحسب المرصد الذي اشار الى مشاركة الطيران الحربي في القصف، وإلى قصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان إلى أن «غمامة سوداء تغطي مدينة الزبداني بالكامل نتيجة قصف من حواجز» تابعة لقوات النظام. وأفاد المرصد بغارات جوية في مناطق عدة بينها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين ومحيطها.

صد هجوم

وأحبطت القوات النظامية السورية هجوما للمقاتلين المعارضين على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، كان مقاتلون معارضون يحاصرونه منذ اسابيع، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال المرصد في بيان ان «القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في محافظة حلب، بعد محاولة مقاتلين من كتائب عدة (معارضة) اقتحامها امس (الثلاثاء)»، موضحا أن هذه القوات سيطرت ايضا على محيط الكتيبة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن رداً على اسئلة وكالة فرانس برس ان المقاتلين الذين كانوا يحاولون اقتحام الكتيبة تقدموا الى تلة، حيث انفجرت بهم الألغام التي كانت القوات النظامية زرعتها، بينما كانت هذه القوات في الوقت نفسه تقصفهم بالطيران الحربي. وقال ان 25 مقاتلا معارضا قتلوا في العملية التي استمرت حتى ما بعد منتصف ليل الثلاثاء- الاربعاء، وتمكن المرصد من توثيق ستة منهم سحبهم المقاتلون المنسحبون معهم. وكانت مجموعات مقاتلة معارضة استولت قبل ايام على مقر الفوج 46 القريب من كتيبة الشيخ سليمان في ريف حلب.

«أصدقاء سورية»

وأعلنت وزارة الخارجية المغربية، أن المغرب سيستضيف الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في 12 ديسمبر المقبل. وقالت الوزارة في بيان مساء أمس الأول إن الاجتماع المقبل للمجموعة سينعقد في مراكش، وسيخصص لبحث آخر تطورات الأزمة السورية والسبل الكفيلة بتعزيز الانتقال السياسي وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب السوري.

فابيوس

وتطرق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مجددا أمس إلى عدم وجود توازن بين قدرة المقاتلين المعارضين القتالية وسلاح النظام، وقال في هذا السياق إن الرئيس السوري بشار الأسد قادر على «مواصلة قصف المناطق المحررة بطائراته ويملك منها 550»، مشيرا إلى أن المعارضة السورية تطالب «بأسلحة دفاعية ويمكننا تفهم ذلك»، وأضاف «المسألة مطروحة لكنها لم تحل بعد».

وكان فابيوس أعلن أمس الأول ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بحثوا في بروكسل مسألة تسليح المعارضة لكن من دون حسمها، وقرروا دعوة قادة الائتلاف الوطني السوري المعارض الى اجتماعهم المقبل في منتصف ديسمبر المقبل. وأشار فابيوس امس الى «تحول كبير» في موقف شركاء فرنسا الأوروبيين حيال الائتلاف الذي شكل في الدوحة في مطلع نوفمبر ويضم ممثلين عن أغلبية أطياف المعارضة.

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

المعارضة تطلب 60 مليون دولار بعد انهيار الأسد

صرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا في دبي أمس بان المعارضة بحاجة الى مبلغ ستين مليار دولار بعد سقوط النظام في دمشق لمنع انهيار الاقتصاد.

وقال صبرا للصحافيين خلال افتتاح مؤتمر حول الاستثمار في سورية مستقبلا «في الاشهر الستة الاولى سنكون بحاجة الى ستين مليار دولار» كمساعدات فورية لاعادة الاعمار، مشيراً الى أن «هذه المبالغ ستخصص لمعالجة القضايا الاكثر ضرورة وحساسية مثل تأمين مساكن للناس وتأهيل دور العبادة والمدارس وغيرها»، مشيراً الى «تعرض 2.5 مليون منزل للهدم بحسب احصاءات الامم المتحدة».

من جهتها، قالت الناشطة السورية المعارضة فرح الاتاسي ان «هذه الاموال ضرورية للمصرف المركزي والبنوك السورية لضمان استمرار عمل المنشآت الحيوية مثل المياه والكهرباء والقطاع الصحي»، وأضافت: «من الضروري ان نتجنب انهيار الدولة السورية بعد سقوط النظام لان ذلك سيؤدي الى مشاكل اقتصادية وامنية».

(دبي ـــ أ ف ب)

back to top