مثلما صحونا من نومنا بعد يومين من الاحتلال العراقي لنشاهد وسائل الإعلام تبث كابوس مصافحة المقبور صدام لرئيس "حكومة الكويت الحرة المؤقتة"، وكما تحوّلت الأحمدي إلى "حي النداء"، والخالدية إلى "الجمهورية"، والجابرية إلى "الأحرار"، وضاحية صباح السالم إلى "حي الثورة"، وغير ذلك من المحاولات الغبية لطمس الهوية الكويتية، فهل يأتي ذلك اليوم الذي نضطر فيه إلى مراجعة مستشفى "نهج" التخصصي، أو لاصطحاب أبنائنا إلى مدرسة "نهج" الابتدائية بنين، أو لشراء حاجياتنا من جمعية "نهج" التعاونية، أو حتى للسفر على متن طائرات "نهج لاين"!.

Ad

تلك التساؤلات المضحكة المبكية وغيرها من الأفكار مرت سريعاً على مخيلتي وأنا أقرأ بيان "نهج" الذي نشرته إحدى الصحف الإلكترونية القريبة من التجمع، والذي جاء في خاتمته: ("نهج" هي من نظمت ودعت وحثت مع مجموعة من النواب الشرفاء على الحراك الشعبي والشبابي، فلا فضل يساوي فضل "نهج"، ولا دور يوازي دور "نهج"، ومن أراد أن يسرق نصر الشباب وجهدهم نقل له "خاب مسعاكم" فللشباب كلمة")!.

ما الذي يحدث؟ ولماذا لم تتحمل "نهج" رأي 27 شاباً وشابة سواء اتفقنا أو اختلفنا مع آرائهم؟!.

في حقيقة الأمر، وسواء أكدت "نهج" هذا البيان أو نفته (وهذا المتوقع)، فلتعلم هي وغيرها أن الشارع ليس ملكاً لأحد، وأن "ساحة الإرادة" التي صنعها شباب هذا الوطن في 2006 وارتادها بعد ذلك "مرتزقة الأمة" وأراجوازاتها ليست إقطاعية خاصة لأيٍّ كان!

فلا أنتم ولا غيركم تمتلكون صوت الشباب!

من جهة أخرى، على الشاب الكويتيين اليوم إدراك حقيقة أن جلوسهم على مقاعد الجمهور والاكتفاء بالتصفيق استحساناً أو التصفير استهجاناً لم يعد أمراً مقبولاً، وأن صكوك "الحرية" لا تحتاج إلى كتاب "لا مانع" من أيٍّ كان، وليدرك الشباب قبل الشياب حقيقة مفادها أن "العيال كِبرت"!.

خربشة:

عند قراءتك لأي رقم في الصحيفة الإلكترونية "إياها" يجب عليك حذف ثلاثة أصفار حتى لا تقع في المحظور!.