مسيرة وطن

نشر في 26-10-2012
آخر تحديث 26-10-2012 | 00:01
قد ينجح المجلس القادم من الناحية الشكلية إلا أنه فشل من الناحية الشعبية قبل أن يولد، فهناك مقاطعة من أغلبية جموع المواطنين وبعض الرموز الوطنية والتكتلات السياسية، ويبدو الرهان على تراجعهم خيالاً وحلماً بعيد المنال.
 أ. د. فيصل الشريفي   منذ سنوات والعقلاء يحذرون من مغبة الخطاب المتطرف ولغة التخوين؛ لما له من تداعيات على الوحدة الوطنية التي أصر البعض على استخدامها للوصول إلى الشهرة ولفت الأنظار، حتى صارت الكويت ملعباً لكل أنواع التطرف الفكري وساحة لبثّ السموم.

المرحلة القادمة تتطلب معالجات شمولية سواء بالقوانين لردع أصحاب ذلك الفكر، وأيضاً من خلال لجمهم اجتماعياً وعدم إعطائهم الفرصة بتقديمهم إلى الصفوف الأولى، فهو مكان لا يليق بهم ولا يستحقون هذا التقدير والاحترام، فاستمرار تلميع هذه النوعيات جريمة في حق الوطن.

اليوم الكويت تنقسم حول مرسوم الدعوة إلى الانتخابات القادمة، فهناك من يرى أنها خطوة لإصلاح مخرجات المجالس السابقة والقضاء على التحالفات القبلية والطائفية والهيمنة على قرارات المجلس، والتي أدت إلى إضعاف الحكومة وإقصاء الأقليات الأخرى، وأيضاً إعطاء فرصة لكل المكونات الأخرى والقضاء على فكرة نجاح ووجود الأحزاب مستقبلاً.

 المجموعة الأخرى تنادي ببقاء النظام الانتخابي على ما هو عليه لأنه استطاع إخراج نواب ليسوا على هوى الحكومة، ولا يمكن السيطرة عليهم، كما يرون أن المساس بالنظام الانتخابي بعد حكم المحكمة الدستورية هو تجاوز على إرادة الأمة، وتعدٍ على الدستور، مستندين في ذلك إلى بعض الآراء الدستورية، مثل رأي الدكتور الفيلي والدكتور عادل الطبطبائي والدكتور المقاطع، وغيرهم من الذين يرون أن هذه المراسم ستمكن الحكومة من الوصول إلى غايتها عبر نواب يمكن ترويضهم.

بين هذا وذاك ضاع الهدف الأساس، وهو تطوير المسيرة الديمقراطية، فالمجلس القادم قد ينجح من الناحية الشكلية إلا أنه فشل من الناحية الشعبية قبل أن يولد، فهناك مقاطعة من أغلبية جموع المواطنين وبعض الرموز الوطنية والتكتلات السياسية، ويبدو الرهان على تراجعهم خيالاً وحلماً بعيد المنال.

المشكلة تكمن في فقدان الثقة التي كرستها المجالس السابقة سواء من الحكومة أو الأعضاء، حيث غابت الشفافية عن السلطتين وانتشر الفساد، فتوقفت عجلة التنمية التي تمس مصالح الناس مثل التعليم والصحة والإسكان، ولم نر إلا المزايدات.

نعم قانون الانتخابات بشكله السابق جائر وإقصائي، وقد يحقق المرسوم الحالي عدالة نسبية إلا أن مخرجاته في هذه الظروف لن تحظى بالقبول الشعبي، وعليه أطلب من الإخوة المرشحين إعفائي من ترشيح أي منهم، فالظروف لا تسمح بالمجاملات ولا الشماتة من أحد.

نقاط:

* أسأل الله أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، وأن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

* رجاء من الإخوة المغردين والناشطين بكل أطيافهم عدم تخوين إخوانهم، فالدستور كفل حرية التعبير، فلا تنسوا أن القيم لا تتغير بل تتغير مواقف الأشخاص، فهذه حال المتلونين وأنتم ليسوا منهم.

وفي الختام نسأل الله عز وجل أن يبارك لكم عيد الأضحى المبارك وأن يجمعنا وألا يفرقنا، ودمتم سالمين.

back to top