"الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك،

Ad

فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليكم فاصبر".

(الإمام علي- عليه السلام)

لنعترف أن عام 2012 كان استثنائياً وحافلاً بالأحداث السياسية محلياً، حيث شهد عمليتين انتخابيتين في أوله وآخره وفق نظامين انتخابيين مختلفين، كما شهد إبطالاً "قضائياً" لمجلس الأمة، الأمر الذي يحسب لمصلحة الديمقراطية الكويتية. كما أنه شهد مسيرة سياسية معارضة "مرخصة" للمرة الأولى بعد إلغاء معظم مواد "قانون التجمعات" المسخ.

كما شهدت الانتخابات الأخيرة مقاطعة شعبية ليست الأولى في التاريخ السياسي الكويتي. ونتيجة لهذه المقاطعة التي يمكن اعتبارها "مناطقية" إلى حد ما، تغيرت تركيبة المجلس، وابتعدت المعارضة "الصريحة" اختيارياً عن المشهد البرلماني. ويجب علينا اليوم استذكار فجور "أغلب" الأغلبية "المبطَلة" في التشريع البرلماني وتقديم أولويات سيئة كتعديل المادة (٢) و(٧٩) وإعدام المسيء ورقابة الاستقصاد التي أدت إلى انقسام الشارع وعززت الاستقطاب الطائفي في المشهد السياسي، الأمر الذي أساء لمبدأ المقاطعة كثيراً.

أما اليوم، وبعد ظهور النتائج، يجب كبح تلك النوعية من البشر التي تسعى لاستمرار التأجيج الطائفي لغاياتها المريضة، والتي ابتلينا بوجودها لدى الطرفين.

إن نجاح ١٧ مواطناً كويتياً "شيعياً" هو نتيجة منطقية و"استثنائية" بسبب مقاطعة الطرف الآخر، وعلى بعض المقاطعين إدراك أن العزف على وتر الطائفية لن يزيدهم إلا بؤساً وانعزالاً!

ختاماً، لم تكن تركيبة المجلس يوماً هي العقبة الأكبر في وجه التنمية والتطور، وبقاء الحكومة على حالها المتواضع، وهذا الأرجح، لن يغير واقعنا المرّ حتى إن جاء الشعب بخمسين أفلاطوناً إلى المجلس!

خربشة:

يا ترى، من سيكون "بومساعد" الأغلبية الجديدة؟!