تساببوا ولكن اعملوا!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
ولماذا يحاول البعض أن يفرض نفسه ولياً على الآخرين، ويحتكر مسطرة الولاء والوطنية والحق والصواب، وفوق هذا كله يصر على أن تفزع له قبيلته أو طائفته أو أبناء فئته للانضمام إليه ودعمه ضد الآخرين؟ ولماذا صار الجمهور العام ينتظر الشارة ليرمي بكل ثقله وراء خلافات أشخاص قد تكون في الكثير من الأحيان مجرد خصومات فردية؟ وهل أصبحت الأمة بأغلبيتها من السذاجة والسطحية للتفرغ كلياً لمثل هذا الاصطفاف وترك وإهمال قضايا مصيرية ومهمة، ومنها على سبيل المثال قضايا التعليم ومستقبله وآفاقه؟في تجمع دبي رأيت طالبات وطلبة من مختلف شرائح المجتمع الكويتي، جمعهم همّ واحد وهدف مشترك، هو التحصيل العلمي الجامعي بسبب عدم توافر مقاعد شاغرة لهم عندنا في الكويت، ولم يكن سبب عدم وجود فرصة التعليم الجامعي لهؤلاء الشباب بسبب مذهبهم أو قبيلتهم أو منطقة سكنهم، ولكن بسبب وجود جامعة واحدة حكومية لدينا فقط في حين أن عدد الجامعات في دولة الإمارات الشقيقة قد تجاوز الخمسين جامعة.بالفعل أتمنى من الشخصيات السياسية والنواب بالذات وإن تخاصموا وتساببوا أن يخرجوا في لقاء واحد مشترك ليعلنوا رأياً صريحاً وموقفاً موحداً حول القضية الجامعية، ومشروع مدينة الشدادية تحديداً، وليطبقوا على الأقل المثل القائل "ساعة لربك وساعة لقبلك"، فليتشاتموا ولو ألف مرة، ولكن ليتفقوا ولو مرة واحدة حتى يشعرونا بأننا قد نتفق على شيء ولو بسيط، لأننا في بلد واحد على الأقل!