«أميركا» تتجه إلى صناديق الاقتراع اليوم وسط انقسام حادّ

نشر في 06-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 06-11-2012 | 00:01
● المرشحان يتبادلان الهجمات في آخر يوم للحملة ● معارضون للإجهاض يقاطعون تجمّعاً انتخابياً لأوباما

عشية يوم الانتخاب، حمي وطيس الحملة الانتخابية التي تميّزت بالحدّة الشديدة بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، وتبادل المرشحان باراك أوباما وميت رومني الهجمات أمس، الأمر الذي كشف عن انقسام عمودي في صفوف الشعب الأميركي، بينما رجّحت الاستطلاعات تعادل المرشحَين عشية يوم الاقتراع.
يتوجه الناخبون الأميركيون إلى صناديق الاقتراع اليوم، لحسم هوية من سيقود الولايات المتحدة للسنوات الأربع المقبلة. وفي اليوم الأخير من الحملة الانتخابية أمس، ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني بكل ثقلهما، بعد أشهر من السباق على كسب الأصوات وإنفاق مئات ملايين الدولارات على الدعاية الانتخابية التي لم تتح لأي منهما تحقيق تقدم على الآخر في استطلاعات الرأي.

انقسام حاد

وكشفت استطلاعات الرأي الأربعة الكبرى التي أُجريت على المستوى الوطني أمس الأول، عن بلد منقسم أكثر من أي وقت مضى بين المرشحين. وأظهر استطلاع لمعهد «بيو» أن الرئيس يتقدم بنسبة 48% من نوايا التصويت مقابل 45% لمنافسه الجمهوري.

لكن ثلاثة استطلاعات أخرى نشرتها «بوليتيكو» و»ان بي سي نيوز/وول ستريت جورنال» و»أي بي سي نيوز/ واشنطن بوست» منحت الرئيس تقدماً بنقطة أو لا شيء.

وفي الواقع فإن انتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون بين أيدي ناخبي عشر ولايات حاسمة خصها المرشحان بجولاتهما الأخيرة في الحملة.

وفي بعض هذه الولايات مثل أوهايو وأيوا ونيفادا فإن الخارطة الانتخابية تميل لمصلحة أوباما لكن الرئيس لا يتجاوز فيها هامش الخطأ. ويبقى رومني متقدماً عليه بعض الشيء في ولايات كبرى مثل فلوريدا (جنوب شرق) وكارولاينا الشمالية (شرق).

وبعيداً عن استطلاعات الرأي فإن فريقَي الحملتين على قناعة بأن نتيجة الانتخابات ستكون رهنا بمئات آلاف الأصوات فقط، ويمكن الحصول عليها بفضل ملايين الزيارات إلى المنازل والاتصالات الهاتفية التي يقوم بها متطوعون من الجانبين.

وبعد عطلة نهاية أسبوع منهكة وعشرات التجمعات الانتخابية التي عقدها المرشحان إلى جانب المرشحين لمنصب نائب الرئيس، واصل أوباما ورومني حملتيهما أمس، وتواجدا في نفس المكان قرب كولومبوس في ولاية أوهايو الحاسمة (شمال).

وكان الرئيس بدأ يومه في ويسكونسن أمس، (شمال) قبل أن يتوجه إلى أوهايو وأيوا (وسط) ثم إلى شيكاغو في إيلينوي (شمال) حيث ينضم إلى زوجته ميشال ويتابع النتائج مساء اليوم.

وأمام عشرات الآلاف من مؤيديه في ثلاثة تجمعات انتخابية عقدها أمس الأول، انتقد أوباما في جامعة سينسناتي في ولاية أوهايو زعم منافسه رومني بأنه سيأتي بالتغيير وهي الفكرة التي جاء بها أوباما إلى البيت الأبيض منذ أربع سنوات.

وقال أوباما: «الحاكم رومني بائع موهوب جداً، وبالتالي فإنه في حملته حاول جاهداً إعادة تغليف الأفكار القديمة التي لم تنجح، في صورة أفكار جديدة. في الواقع قدمها باعتبارها تغييراً. يقول إنه مرشح التغيير. الآن يا سينسناتي نحن نعرف كيف يكون التغيير وما يقدمه الحاكم رومني ليس تغييراً. إعادة القوة للبنوك الكبيرة ليس تغييراً. خفض الضرائب بقيمة خمسة تريليون دولار أخرى لمصلحة الأثرياء ليس تغييراً، رفض الإجابة عن أسئلة بشأن تفاصيل سياستك إلى بعد الانتخابات بالتأكيد ليس تغييراً. هذه أقدم حيلة في الكتاب».

معارضو الإجهاض

وخلال المؤتمر الانتخابي قاطع محتجون مناهضون للإجهاض، أوباما خلال حديثه مرتين. ورفع رجل في شرفة لافتة كتب عليها: «يجب ألا يصبح هذا الخطأ الأخلاقي حقاً دستورياً». ورافقت الشرطة المحتج الى خارج مقر المؤتمر. وكان أوباما قد استغل حق الإجهاض إلى جانب قضايا أخرى منها المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة لزيادة حماس النساء لحملته.

راين يهاجم

في المقابل، حذر المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي، بول راين، من أن أوباما يأخذ البلاد على مسار يهدد القيم اليهودية – المسيحية التي قامت عليها.

وقال راين، في لقاء مع أعضاء من تحالف «الإيمان والحرية» الإنجيلي يهدف إلى دفع المحافظين الدينيين للتصويت، إن المسار الذي يأخذ أوباما البلاد إليه «خطير»، معتبراً أنه يساهم في توسع سيطرة الحكومة «والحدّ من الحرية ويهدد القيم اليهودية – المسيحية، قيم الحضارة الغربية التي جعلت منّا دولة عظيمة واستثنائية».

من جهته، دافع حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي عن ثنائه على الدعم الذي قدمه الرئيس أوباما بعد الإعصار ساندي، لكنه قال انه سيتمسك بمرشح الحزب الجمهوري ويصوت لرومني في الانتخابات.

(واشنطن ــــ أ ف ب،

يو بي آي، رويترز)

back to top