تصرفاتنا في الخارج
المشهد الأول:
مجمع "سيتي سنتر" في دبي، أقف مع زوجتي وأولادي في طابور طويل لانتظار التاكسي عند الباب المخصص لذلك، خلفنا بأمتار عائلة كويتية تتكون من أب وأم وثلاثة أطفال، الطابور يسير بسلاسة والعملية لن تستغرق أكثر من خمس دقائق انتظار ليصل الجميع للتاكسي المخصص له، قبل الوصول للباب بخمسة أمتار يوجد باب مغلق غير مسموح الخروج منه، فجأة أسمع هرجاً وضحكاً فألتفت خلفي، لأرى أحد أطفال العائلة الكويتية يفتح الباب المغلق ليخرج منه فيتبعه الوالد والأم وبقية الأخوة وهم يتضاحكون وسط نظرات الاستهجان من كل الواقفين في الطابور من الآسيويين والأوروبيين والعرب... ومني أيضاً!المشهد الثاني:مطار أبوظبي، طابور انتظار آخر، هذه المرة للتفتيش قبل تحويل الرحلات، الكل يقف في دوره ضمن الحواجز المخصصة لذلك، شابان كويتيان يرفعان الحاجز ليعبرا من تحته وليتجاوزا الناس بأريحية تامة وكأنما يقومان بأمر عادي جداً، ضابط الأمن ينهرهما أمام الجميع ليعودا من حيث أتيا ويقفا في الدور كبقية خلق الله الذين كانوا ينظرون إلى هذين المخلوقين "البدائيين" المبتسمين بعد "الزفة" وهما أبعد ما يكونان عن الحرج والخجل، فالموقف كان ظريفاً... في نظرهما على الأقل!المشهد الثالث: في العاصمة التايلندية بانكوك، مع صديقي الذي اعتاد- رغم تنبيهاتي العديدة- على رمي أعقاب سجائره في الشارع، وفي مرة من المرات، اعترضه وجه "شايب" تايلندي غاضب مسكه من يده وأمره بالرجوع لأخذ عقب سيجارته المرمي ووضعه في سلة القمامة، صديقي "المتفاجئ" نفذ ذلك دون اعتراض وبهدوء تام، ممتاز... هل توقف بعدها عن فعل ذلك؟ أبداً... فبعد ساعة عاد ليكرر نفس الفعلة مرة أخرى وكأن شيئاً لم يحدث!المشهد الرابع:على متن طائرة تابعة لإحدى الخطوط الخليجية، ثلاثة كويتيين في العشرينيات يتجادلون لمدة تتجاوز الخمس دقائق حول من يجلس ناحية النافذة ومن يجلس ناحية الممر، صراخ ثم ضحك ثم تدافع بالأيدى ثم ضحك بعد ذلك، والناس كلها واقفة تنتظر خلفهم في طابور طويل، بعض الواقفين تتجاوز أعمارهم الستين والسبعين، أحد الواقفين "من ربعهم" في هذا الطابور قال لهم: "خلصوا بسرعه الناس ناطرينكم"، رد عليه أحدهم: "يا عمي خل يستريحون وينطرون لي باجر"... منتهى الأدب والذوق والإحساس! وكنا في ما مضى نقول إن الكويتي لا يلتزم بالقانون والنظام في بلده ويكون نظامياً وقانونياً في أي بلد آخر، وأنه يلتزم بالنظام والقانون خارج بلده فقط، ليس لأنه يخشى العقوبة وتطبيق القانون عليه، بل لأنه يعتبر نفسه سفيراً للكويت ويسعى لتحسين صورته قدر المستطاع، يدفعه إلى ذلك حبه لوطنه وحرصه على سمعة شعبه، أما اليوم فقد سادت ثقافة تكسير القانون داخلياً وخارجياً حتى أصبحت عادة لا يستطيع معظمنا التخلص منها، وأما سمعة الوطن فلم تعد تعني لأحد شيئاً على ما يبدو! ثم يأتي البعض ليعجب من كثرة الاعتداء على شبابنا في الخارج، ويتغافلون عن سوء سلوكيات كثير منهم، حتى أصبح شبابنا هم القاسم المشترك لأي "هوشة" تحدث في مدينة سياحية من مدن العالم التي... نتوجه إليها!إلى وزارة الأشغال:بعد أيام أو أسابيع سيتم افتتاح طريق متفرع من الدائري السادس للقادم من الجهراء والمتجه إلى "عبدالله المبارك" وجليب الشيوخ، وذلك قبل الوصول إلى جسر مستشفى الفروانية بمئات الأمتار، هذا الطريق الفرعي يبدو من النظرة الأولى غريب الشكل، فهو أفعواني مائل بشكل حاد، وأي مركبة كبيرة "شاحنة أو باص" تدخل إليه ولو بسرعة معتدلة ستكون معرضة وبدرجة كبيرة لخطر الانقلاب على جنبها، ولأن المنطقة تغص بهذا النوع من المركبات، فالرجاء قبل افتتاحه التأكد من صلاحيته للاستخدام حرصاً على أرواح الناس،ولكم جزيل الشكر والتقدير!