استهدف انفجار ناتج عن عبوة ناسفة وضعت في سيارة، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن في منطقة الأشرفية أمس، ما أدى إلى مقتله مع مواطنين آخرين قُدر عددهم بثمانية، بينما سقط أكثر من 100 جريح.

Ad

وذكرت معلومات صحافية أن "موكب العميد وسام الحسن لم يكن موكبا كبيرا، ويبدو أنه كان مراقبا بشكل جيد". ولم يتم التأكد من هوية المستهدف في الانفجار الا بعد حوالي 4 ساعات على وقوعه.

ورجحت مصادر أمنية أن تكون زنة العبوة ما بين 25 و30 كلغ من المواد شديدة الانفجار.

وكان الحسن قد عاد أمس الاول من رحلة خارجية، قبل أن يتمّ استهدافه. والعميد الحسن متزوج وله ولدان. وهو من مواليد بيروت في عام 1969، عمل مديرا للمراسم في رئاسة الحكومة في عهد حكومات رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ويعتبره فريق 14 آذار ضمانة لـ «الأمن السيادي».

وعيّن بتاريخ 12 فبرابر من عام 2006 رئيسا لشعبة المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وكان برتبة مقدم، كما أوكلت إليه مهمة توقيف القادة الأمنيين الاربعة، كذلك تولى توقيف مجموعة مسلحة تنتمي إلى "القاعدة" مع نهاية عام 2005.

وقد تمكن الحسن خلال الفترة الممتدة من عام 2006 حتى عام 2010 من خلال ترؤسه لشعبة المعلومات من توقيف ما يزيد على 30 شبكة للتعامل مع إسرائيل، كما تمكن من توقيف الجماعات الارهابية المخلة بالأمن بالإضافة إلى كشف العديد من الجرائم التي تخص الشأن الداخلي اللبناني. وقد تمكن منذ فترة من توقيف الوزير الأسبق ميشال سماحة، وكشف المخطط التفجيري الذي كان ينوي تنفيذه بأمر من السلطات السورية.

سليمان

واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "عودة أسلوب القتل والتدمير تطاول أولا المواطنين الأبرياء الذين هم دائما العنوان الأول لمثل هذه الرسائل التفجيرية التي تستهدف الأمن والاستقرار".

وإذ تقدم رئيس الجمهورية إلى أهل الشهداء ضحية هذا الانفجار بالتعزية الحارة، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، فإنه جدد الدعوة إلى الجميع "بوجوب النظر إلى المصلحة العليا والسلم الأهلي للبنان واللبنانيين والعمل بقوة على منع أن يكون اللبنانيون ضحايا على مذبح مصالح الآخرين، أو وقودا لرسائلهم النارية ومصالحهم".

ونبه إلى وجوب "الصمود وعدم تحقيق أهداف الإرهاب بالوقوع في الفتنة أو اليأس أو الإحباط".

بري

ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس أن "تفجير الاشرفية هو تفجير ارهابي بامتياز وجريمة منظمة ضد المدنيين وممتلكاتهم وضد كل لبنان".

وأشار بري إلى ان "هذا الانفجار على ابواب عيد الاضحى يدل على تعمق الجريمة في نفوس الفاعلين"، مشددا على ان "الوقت الآن ليس للاستفاضة في التصريحات وإلقاء الاتهامات، ولكن للتمعن في ابعاد هذه الجريمة، وترك التحقيقات للقضاء المختص الذي نأمل منه كشف الفاعلين".

جعجع

ورأى رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد زيارته موقع الانفجار امس أن "الحسن هو من بين المسؤولين القلائل الذين لم يهابوا شيئا ويكشفون الحقائق"، مشيرا إلى أن مقتل الحسن في انفجار الأشرفية هو "ضربة أمنية قوية للدولة وللحكومة وللشعب اللبناني"، معتبراً أن "لولا وجود نوع من الغطاء والاختراق لما كان قُتل الحسن"، وأضاف: "ما من ظالم إلا وسيبلى بأظلم".

وتابع: "قافلة الشهداء طويلة، وكلنا سنكمل، المهم أن نأخذ قرارا بالاستمرار مهما كان الثمن"، وأضاف: "حتى آخر لحظة مستمرون بكل روح سليمة، وما حصل اليوم كبير جداً، لكن لا أحد يقدر على قتل شعب بكامله".

ورداً على سؤال حول لماذا استهدف الحسن؟ أجاب جعجع: "لأنه أوقف ميشال سماحة".

الجميل

واعتبر رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل في كلمة إلى الصحافيين من موقع الانفجارأمس، أن "مقتل الحسن شهادة جديدة من أجل لبنان، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل"، مشيرا إلى أن "خسارة العميد الحسن خسارة لكل لبنان، لأن كل الناس تعرف جهوده من أجل الأمن والاستقرار".

عون

ودان رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بقوة "الانفجارالذي وقع في منطقة الأشرفية، وأدى إلى استشهاد الحسن"، داعيا اللبنانيين إلى "التروي والحكمة وبرودة الأعصاب، لأنه لا شك أن هذه الجريمة تستهدف استقرار لبنان واللبنانيين"، معتبرا أن "كل صراع في لبنان صعب النتائج ونفضل أن يكون صراعنا مع الخارج سنين، ولا ساعات من الصراع في الداخل".

وحول عودة الاغتيالات قال عون: "الأمر يعود لحكمة اللبنانيين واتحادهم وهذه جريمة منظمة، وهم مدعوون ليكونوا رزمة واحدة في مكافحة الجريمة"، لافتا إلى أن "الوسط اللبناني يقاوم، واستمرار الاستقرار يعود لحكمة اللبنانيين"، معربا عن "اعتقاده أنه يجب أن يكون هذا الحادث عارضا وليس له ذيول".

وأكد أنه "لا يتهم أحدا فور وقوع الجريمة وننتظر المؤشرات القضائية"، مشيرا إلى أنه "على لبنان أن يشدد سياسة النأي بالنفس ويعزز الأمن الداخلي".

جنبلاط

واتهم رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط امس، الرئيس السوري بشار الأسد باغتيال الحسن، مشددا على أن "الأسد أحرق سورية ويريد أن يحرق المحيط".