لا تزال مدينة طرابلس الشمالية تعيش على وقع الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة وبعل محسن لليوم الثاني على التوالي، حاصدة حتى مساء أمس 7 قتلى وأكثر من 32 جريحاً. في وقت تبلغ وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور من السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي بأن السلطات السورية وافقت على تسليم جثامين اللبنانيين الذين قضوا في منطقة "تلكلخ" الحدودية. وأعلن علي ان "تسليم الجثث سيتم على اكثر من دفعة بالتنسيق مع الاجهزة المعنية لا سيما وزير الخارجية وعندما يتم كل امر يعلن عنه"، موضحاً أن "اتخاذ الحكومة السورية هذا القرار انما لدوافع انسانية واحتراما للعلاقة بين البلدين".

Ad

وأضاف: "لا يوجد حرب بيننا وبين لبنان وما حصل هو اعتداء على لبنان وسورية، وما قام به عقاب صقر هو انتهاك لاتفاقية جنيف ولحسن العلاقات بين لبنان وسورية وعلى القضاء اللبناني ان يتخذ التدابير المناسبة وان توضع النقاط على الحروف وتسمية الاسماء بأسمائها والكشف عمن غرّر بالشبان الذين قضوا في سورية".

«الداتا»

في غضون ذلك، اقفل ملف "الداتا" الذي كان محور تجاذب سياسي في الايام الماضية بعد تفاهم بين وزيري الداخلية مروان شربل والاتصالات نقولا صحناوي على أن يتم بموجبه تسليم فرع "المعلومات" حركة اتصالات رسائل الـ "أس. أم. أس" من دون تسليم مضمون هذه الرسائل على أن تطلب القوى الامنية فيما بعد مضمون أي رسالة يتم الاشتباه بالهاتف الذي أرسلت منه، اذا ما كان ذلك يؤدي الى التوسع في التحقيق باغتيال اللواء وسام الحسن.

وأكد صحناوي امس انه "لم يرفض اي طلب محدد حول داتا الاتصالات منذ تسلمه الوزارة"، مشيراً الى ان "الاعتراض الحالي هو على أسرار ومعلومات تخص كل اللبنانيين حيث ان الطلب الاخير اتى بطريقة غير مقبولة حيث كان المطلوب هو انكشاف كامل لكل الشعب اللبناني لجهة الرسائل القصيرة والانترنت".

واعتبر صحناوي انه "لا يمكن كتمان هكذا موضوع خصوصا انهم يحملوننا مسؤولية الدم والاجرام بسبب الداتا ونحن لا نفوت فرصة اصلا لالقاء القبض على المجرمين".

ورأى ان "هذا الطلب هو تعليق للحريات والديمقراطية ومحاولة لقلب السلطة لان من يأخذ اسرار اللبنانيين والمسؤولين ورجال الدين والمصارف والصحافيين يكون عندها وضع يده على لبنان"، موضحاً انه "سيتم تسليم حركة الرسائل النصية القصيرة SMS من دون المضمون".