يقول البعض إن السبب الحقيقي وراء فسخ العقد هو تصريح نجوى بأن هتلر إحدى شخصيات التاريخ البارزة، فيما يرى البعض الآخر  أن نجوى لم  تحقق هدف الشركة من هذه الحملة الإعلانية الضخمة التي وظفت للترويج لأحد مستحضراتها.

Ad

إذا كانت مسألة هتلر حقيقية  فهي ليست من صلب سياسة الشركة ولكن بطبيعة الحال سيطرة اللوبي اليهودي على عالمي المال والأعمال في أنحاء العالم تجعل المسؤولين عن «لوريال»  يأخذون في الاعتبار ما صرحت به نجوى، لكن المضحك المبكي الإشاعة التي انتشرت ومفادها أن الشركة أحرقت شعر النجمة اللبنانية ما دفعها إلى فسخ العقد.

ليس من الضروري إذا كانت إحدى الفنانات عنواناً لحملة ترويجية لمستحضر ما أن تكون من مستخدميه، تقتصر العملية على جلسة التصوير التي نراها على الشاشة فقط وبقاء الفنان تحت مجهر المراقبة لاقتران اسمه باسم الشركة.

واذا حرصت كل من نجوى كرم وشركة «لو ريال» على عدم التصريح عن السبب الحقيقي وراء فسخ العقد، فلأنهما  ربما  وجدتا أن التجربة لم تأت بثمارها الإيجابية، وهذا من حق الطرفين إلا أن الشرط الجزائي بقي طي الكتمان لغاية الآن.

لبنانيون وعرب

سجلت نانسي عجرم تعاوناً ناجحاً  مع شركة مياه غازية وهو مستمرّ منذ أكثر من أربع  سنوات، ولا تكتفي الشركة بتصوير اعلانات لنانسي بل تساهم في  تصوير كليبات خاصة بها. فهل يعود هذا النجاح إلى قدرة نانسي ومدير أعمالها جيجي لامارا على إدارة العقد بطريقة محترفة أدت إلى هذا التعاون المثمر، من دون أن يؤثر على تعاقدها مع إحدى شركات المجوهرات؟

ثمة نجوم عرب خاضوا تجارب في عالم الإعلان العالمي إلا أنها لم تدم، مثل تجربة النجمة منى زكي مع مستحضرين عالميين  لم يكتب لها النجاح إذ لم تجدّد الشركة  العقد حرصاً منها على تغيير وجوههها الاعلانية مهما كانت شهرتها، فعلى سبيل المثال استعانت إحدى الشركات التي تعنى بالأطعمة السريعة بالنجم أحمد عز للترويج لآخر الأطباق التي قدمتها ومن قبلها استعانت به شركة مشروبات غازية عالمية.

اعتقد البعض أن عقد عز مع شركات الاعلان سيدوم طويلا نظراً إلى نجوميته الطاغية، ولكن مهما بلغ نجاح الاعلان فإن سياسة الشركة تعتمد على تغيير الوجوه باستمرار.

أجر خيالي

غالباً ما يبقى الأجر الذي يتقاضاه النجوم لقاء هذه الاعلانات سرياً لفترة، إلا أنه لا يلبث أن يتسرب إلى وسائل الإعلام سواء عن طريق النجم نفسه أو عن طريق منافسيه، لكن مهما تفاوتت الأرقام إلا ان المبلغ قد يصل إلى أكثر من مليون دولار.

المقياس الحقيقي لذلك ليس شعبية النجم بل الطبقة التي يتوجه اليها،  فثمة نجوم تتكون شعبيتهم من طبقة اجتماعية معينة تحدد طبيعة اختيارهم لترويج مستحضر ما تريد الشركة المنتجة له أن يحظى بثقة الجمهور، وهذا هو المعطى الذي يحدد أجر الفنان، فكلما كان  يتوجّه إلى طبقة اجتماعية معينة كلما كان أجره أعلى، وكلما كان شعبياً بالمعنى التسويقي للكلمة يقلّ أجره، أي يصل إلى 500 الف دولار أميركي.

ثمة نجوم يتعاقدون مع شركات محلية ويتقاضون أجوراً فلكية مثلما حصل مع الفنان أحمد السقا عندما قام بحملة إعلانية لصالح إحدى شركات «الشيبس» المحلية المصرية تقاضى منها أجراً يفوق أجره في أي عمل سينمائي.

أما أكثر من تقاضى أجراً مقابل قيامه باعلانات ترويجية هما عادل إمام ومحمد منير، إذ قدما اعلانين منفصلين لشركة اتصالات، وقد اشترط النجمان الكبيران عدم الظهور مع شعار الشركة بل الاكتفاء بالتحدث عن قدرة أي إنسان على التحدي ثم يظهر في نهاية الإعلان اسم شركة الاتصالات.

بين المحليّة والعالمية

تدير الشركات العالمية حملاتها الإعلانية بطريقة مختلفة عن تلك التي تدير بها الشركات المحلية حملاتها الإعلانية، في هذا المجال يوضح ابراهيم كبول أحد المسؤولين عن شركات إدارة الأعمال والتسويق في لبنان، أن الشركات العالمية عندما تختار أحد  النجوم العرب تجوجل الأسماء وتستقصي حول مدى شعبيته ونجاح أعماله وقدرته على التأثير على شريحة من المشاهدين العرب، بالإضافة إلى تاريخه الفني.

يضيف: «بعد ذلك يقع الاختيار على فنان معين وتبدأ المفاوضات حول بنود العقد وتتم الصفقة،  وتنطلق عملية مراقبة مدى نجاح الإعلان وتأثيره، واستقصاء يومي لتصريحات الفنان ونشاطاته ومدى قدرته على التأثير بين صفوف الأجيال التي تهتم بالمنتج».

يرى كبول أن المشكلة عند الفنانين العرب أنهم عندما يعرض عليهم عقد من قبل شركة عالمية، يتهافتون فوراً للتوقيع  عليه من دون الأخذ في الاعتبار أن ثمة شركات متخصصة في إدارة وتسويق هذا النوع من الأعمال، فلا يستشيرونها على الاطلاق، مع أن هذه الشركات تتقاضى 25% من قيمة العقد عند التوقيع من الشركة وليس من الفنان نفسه.

يشدد على أن الفنانين العرب يعتبرون أي عرض يأتيهم من قبل شركة عالمية بمثابة تكريس لنجوميتهم لذلك  يوقعون عليه من دون تردد.