«لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك» (2)
عزيزي: في هذه المرحلة الحرجة تحديداً مطلوب منك الهدوء والحوار الموضوعي مع زملائك قبل الآخرين، فلا تفترض ولا تعتمد أن الجميع على نفس الدرجة من الاستيعاب أو الاتفاق، ولا تستثقل طلب النصيحة من الخبراء والمختصين، وفرِّق بين الرأي والمعلومة، واستخدم فكرك النقدي في تحليل ما تسمع.
![إيمان علي البداح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1493389834291808500/1493389843000/1280x960.jpg)
والأمل في القيادات الديناصورية شبه معدوم، ولكن الأمل في القيادات الشابة من شباب الحراك وغير الحزبيين منهم تحديداً حيث مستقبل الوطن، ولهؤلاء أناشدكم أن تضعوا مبادئكم نصب أعينكم ولا تهادنوا... افهموا حقوقكم ولا تتنازلوا عنها، وراعوا واجباتكم ولا تساوموا فيها، ولتستفيدوا من تجارب غيركم وأخطائهم في تاريخ الكويت البعيد والقريب مثل "دواوين الاثنين" و"نبيها خمسة" و"إلا الدستور"، ومن التجارب المحيطة بنا حالياً في مصر والبحرين وسورية وغيرها، فمع اختلاف الأزمان والظروف والأهداف، فإن هنالك دروساً ثمينة يمكن تعلمها لتلافي إعادة التاريخ والوقوع في نفس الأخطاء. عزيزي: في هذه المرحلة الحرجة تحديداً مطلوب منك الهدوء والحوار الموضوعي مع زملائك قبل الآخرين، فلا تفترض ولا تعتمد أن الجميع على نفس الدرجة من الاستيعاب أو الاتفاق، ولا تستثقل طلب النصيحة من الخبراء والمختصين، وفرِّق بين الرأي والمعلومة، واستخدم فكرك النقدي في تحليل ما تسمع، وابتعد عن تأليه الرموز واتباعهم دون تفكير، ولا تأخذك العزة بالإثم.ثم حدد أنت وزملاؤك مطالب تحرككم بشكل واضح ومكتوب، واتفقوا على ما هو السقف الأعلى الذي لن نتجاوزوه، وما هو الأدنى الذي لن نقبل بأقل منه. خطّط كامل المسيرة قبل الإقدام على أي خطوة، وحضّر خطة بديلة لأي سيناريو متوقع من الطرف الآخر.تحرّك مع من يتفق ومطالبك ولو آنياً، ولكن احرص على تمييز مجموعتك وعزلها عن التيارات السياسية الأخرى وأجنداتها حتى لا تختطف تحركك بعيداً عن غرضه أو تجعلك أسيراً لها، واتفق مع الجميع على آليات العمل، ما هو المقبول منها وما هو المرفوض تماماً؟ هل سنعمل في إطار القانون؟ أم الدستور؟ أم خارجهما؟ هل نعي التبعات؟ هل نحن على استعداد لندفع الثمن؟ هل يعي ويتفق جمهورنا على المخاطر؟ ففي القيادة مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه النفس والآخرين يجب عدم الاستهانة بها... فما بالك إذا كان الآخر شعباً كاملاً؟