الديمقراطية بين العطلة والتعطيل
![عبدالله ضعيان العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1593166763169274100/1593166776000/1280x960.jpg)
ولم نر أحداً ينبري لتصعيد الموقف كما هي الحال الآن، كما لم يفعل النواب السابقون مثلما يحدث اليوم، وذلك لأن المعنيين بالأمر آنذاك كان همهم الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، وذلك لحرصهم على استقرار العلاقة بين الحاكم والمحكوم، حرصاً على سلامة البلاد... فهل ما يحدث اليوم يعتبر تأثراً بما يدور في الشارع العربي، أم لأن التجربة والديمقراطية الكويتية، قد مضى عليها خمسون عاماً، وصار التجديد ضرورة حتمية؟! حسب رأي أغلبية المراقبين والكتّاب السياسيين فإننا لم نصل بعد إلى مرحلة النضج الديمقراطي، والدليل على ذلك أننا ما زلنا لا نعترف بتمثيل الأقليات في البرلمان، ولا نصغي إلى الرأي الآخر أو نحترمه، وكذلك تعتمد مخرجات الانتخابات البرلمانية لدينا على التكلات الطائفية والعرقية، ولم نفكر، مجرد تفكير مع النفس، في اختيار الكفاءة بل يقتصر الاختيار على من يحقق المصلحة الخاصة دون العامة، وعلى من يمثلنا حسب الانتماء وليس الأمانة، فإن كان هذا المقياس فنحن مازلنا في سن الفطام من الديمقراطية.وإذا كان الاحتجاج بالمسيرات والمظاهرات ضد تعديل قانون الانتخاب الأخير، يؤثر في أمن البلاد واستقرارها، يتعين علينا الاستغناء عن معارضة هذا التعديل، وعن كل شيء مقابل الحصول على الاستقرار؛ لأن ضرورة الأمن والأمان كضرورة الماء والهواء.ليعلم من يقود المسيرات أن تلك التظاهرات تعتبر أرضاً خصبة لبعض المندسين الذين يطمحون إلى إثارة القلاقل والفوضى لجرف البلاد إلى ما لا يحمد عقباه، فإن كان يعلم بذلك فتلك مصيبة، وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم.ومع الإقرار بحسن نوايا المعارضين للتعديل والإشادة بوطنيتهم الإصلاحية، إلا أن منابر الديمقراطية تبنى بالحكمة وترصع بأدب الحوار وتزين بالنتائج التي ترتقي بالأوطان.