جالاردو 2013... صاروخ أرض – أرض!

نشر في 25-11-2012
آخر تحديث 25-11-2012 | 00:02
لم تشهد الكرة الأرضية بعد شيئا أسرع من الصاروخ، لذا عادة ما نطلق على ما يفوق السرعة بشكل جنوني لقب «الصاروخ»، لكن الصواريخ تختلف أنواعها، فمنها أرض - جو، الذي يعني انطلاقه من الأرض كنقطة بداية ليحلق في السماء، إلا أن لامبورغيني جالاردو 2013 صاروخ من نوع آخر... من الأرض إلى الأرض!
«الجريدة» اختارت اليوم لقرائها طرازا من النوع الفاخر والنادر، لتسلط الضوء من خلال صفحة السيارات الأسبوعية على جديد شركة فؤاد الغانم وأولاده للسيارات في لامبورغيني جالاردو 2013، لتكشف ما تخبئه الإيطالية من مميزات ومواصفات.
تأتي جالاردو الجديدة بمحرك ذي سعة 5.2 لترات، ومؤلف من 10 سلندرات، ويجمع بين متعة التسارع الصرف وقوة الجر والحساسية الفائقة، في تناغم يشبه سيمفونية تعزف على كل المفاتيح.

550 حصاناً

ويولد المحرك المدمج والخفيف الوزن في طراز LP550-2 قوة تبلغ 405 كيلوواط، اي ما يعادل 550 حصانا، وكون وزن السيارة يبلغ 1380 كيلوغراما فقط فهذا يضمن اداء مذهلا، وتنطلق LP550-2 من الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة (62 ميلا) خلال 3.9 ثوان، كما تؤمن لها سرعتها القصوى البالغة 320 كيلومترا في الساعة (199 ميلا) مركز الريادة بين السيارات الرياضية الخارقة.

أول دفع خلفي!

ولم تكتف لامبورغيني جالاردو LP550-2 بأن تفخر بتصميمها الفريد وتجهيزاتها الحصرية، بل أضافت إلى ذلك تقنياتها الفريدة كذلك، التي يشير إليها اسم السيارة، حيث إن الرقم 550 يرمز إلى القدرة الحصانية، والرقم 2 يرمز إلى الدفع الرباعي في حالة الرجوع إلى الخلف.

ويلبي هذا الطراز من جالاردو رغبات الكثير من الزبائن الراغبين في طراز ذي شخصية مميزة، يوفر نوعا مميزا من القيادة الحيوية والممتعة، وتعد جالاردو LP550-2 السيارة الوحيدة من لامبورغيني حاليا التي تعتمد نظام الدفع الخلفي فقط.

ويحمل نظام الدفع الخلفي جاذبية خاصة لسائقي السيارات الرياضية، الذين يستمتعون بنمط معين من القيادة، وبفضل نظام الحركة القوي المزود بمحرك من 10 سلندرات فإن انزلاق العجلات لا يمثل مشكلة الا بقدر ما يرغب فيه السائق، لأن أنظمة المساندة المبرمجة بدقة تجعل لامبورغيني جالاردو LP550-2 سيارة رياضية آمنة جدا.

قوة x أمان

ولتشكيل هذه الشخصية الفريدة التي تجمع بين متعة القيادة والسلامة أجرى المهندسون في سانت اغاتا بولونيز تعديلات شاملة على LP550-2، لم تقتصر على تغيير موضع ناقل الحركة إلى المحور الخلفي، بل تعديل جميع جوانب ديناميكية القيادة في السيارة، وهذا يشمل النوابض والصمامات المنظمة والموازنات والعجلات، حتى انه تم تعديل مقاومة الهواء لتأخذ بالحسبان التغيرات في قوة الدفع.

المحور الخلفي، الذي يتميز بمحدودية الانزلاق بنسبة 45 في المئة كان عرضة للتطوير كذلك، كما تم ضبط ناقل الحركة، واحد اهم نقاط التعديل تلك التي أدخلت على برنامج الثبات الآلي، فبينما يركز البرنامج التقليدي على الثبات العالي، يقوم برنامج corsa بالسماح بزوايا انزلاق أكبر، ما يتيح للسائقين الاستمتاع بمزايا لامبورغيني جالاردو LP550-2 إلى المدى الأقصى.

Gallardo vs Al Jarida

في دعوة خاصة لـ"الجريدة" لتجربة جديد شركة فؤاد الغانم واولاده للسيارات في جالاردو 2013، وقيادتها على ملعب صحارى، الغني عن التعريف، شهدت الجولة عددا من الوقفات التي بحاجة لتسليط الضوء عليها وكانت كالتالي:

شهدت تجربة الاسطورة لحظات مميزة لا تنسى ملأتها روح التحدي التي بدأت صباح الاثنين الماضي، الذي شهد يوما ممطرا وغيوما كثيفة، والتي بدت وقتا مليئا بالخطر لقيادة هذه التحفة النادرة الثمينة، إذ قد تتسبب في حادث في حال فقدان التوازن، الا ان تلك الظروف كشفت امكانات الجبارة بعد ان ابهرت محرر "الجريدة" عندما انفجر فيها من الصفر الى سرعة 190 على تلك القطرات، والتي لم تشهد اي انزلاق يذكر.

ولزئير الاسد وقفة... نعم جالاردو لها نغم رهيب اقرب الى زئير الاسد، فبمجرد وضع قدمك على مزود السرعة يزأر هذا المحرك غضبا ليقفز على الطريق بكل قوة وسلاسة وثبات، وللحديث عن الثبات وقفات فقد شهد الجالاردو اسلوب امان خياليا، بعد قيادتها في ظروف سيئة، ما اكد ان قوة المحرك تصاحبها قوة امان وسلامة.

ولم تنته قصة الجالاردو بعد، فالداخلية قصة والتي تبدو بلا ناقل حركة للسرعة بشكل ملموس، الذي يتمثل في "ازرة" فقط، فضلا عن التحكم الرهيب في مقود التحكم الذي يتمتع بأسلوب متطور وحديث وغير مسبوق.

اما الناس وما ادراك ما الناس! فكانت نظراتهم مليئة بالاعجاب والانبهار، بعد ان خطفت الجالاردو انظارهم، رامية سحرها الجمالي قبل الديناميكي، مسبوقا بنغم تعجز الاذن عن وصفه... فعلاً وبكل بساطة انها لامبورغيني جالاردو!

لامبورغيني من التراكتور إلى أسرع سيارات العالم!

فيروتشيو لامبورغيني هو صانع الشهيرة لامبورغيني، ولد في قرية رناتزو، التي تعتبر احدى القرى الصغيرة في بولونا الايطالية، وكان احد هواة إصلاح المحركات منذ الصغر، بعد ان سحرته السيارات السريعة كغيره من الشباب، وبعد ان أدرك والداه حبه واستمتاعه بهذه الهواية، سمحا له بالتوجه إلى بولونا، حيث تلقى تحصيله العلمي في التصميم الصناعي، وبعد استكمال دراسته بدأ كمتدرب في ورشة للمعادن.

وخلال الحرب العالمية الثانية تم تثبيته في وحدة النقل في رودوس (اليونان)، وكان الوحيد الذي سمح للمركبات بالتحرك، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عاد إلى وطنه رناتزو، وأصبحت مهنة الحرث بحاجة ملحة لجرار، لكن من الصعب الحصول عليه بعد الحرب.

ولم يكن ذلك عائقا لفيروتشيو فقد صنع جرارا يسمى كاريوتش من سكراب الحديد، إذ اشترى بعض الآليات العسكرية الخفيفة من الجيش البريطاني، وحولها إلى "كاريوتش" (جرارات صغيرة - تراكتور)، ولم يكن الوحيد الذي كان يصنع تلك الجرارات الصغيرة، لكنه وجد ما يبيعه.

تأسس مصنعه الأول في عام 1949 في سنتو، بعد ثلاث سنوات توقف عن صناعة الجرارات الصغيرة، وبدأ إنتاج جرارات بمحركات ديزل من تصميمه الخاص، وبعد سنوات قليلة بدأ اسمه يلمع وأصبح أكبر منتج للجرارات في إيطاليا.

وفي عام 1962 بدأت قصة لامبورغيني، بعد ان حقق ثروة كبيرة، ما دفعه لشراء عدد من السيارات الرياضية الثمينة لولعه بها منذ الصغر، مثل فيراري ومورغان ومرسيدس-بنز وجاغوار وغيرها، وفي ذات مرة صادف مشكلة في إحدى سيارات فيراري، التي يمتلكها، فذهب إلى مصنع فيراري لإبداء ملاحظاته إزاء ذلك، فقالوا له: "انت لا تعرف شيئا عن السيارات، ومن الأفضل لك أن تقود جرار بدلاً من ذلك"، وعليه قرر أن يصمم أفضل سيارة رياضية في العالم آنذاك بنفسه، ليتحدى قدرته مقابل الفيراري، لينافسها على مدى الزمن، وهي التي تتجسد في الاسطورة لامبورغيني!

back to top