أخطاء بشار الفادحة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وكل هذا بينما مشكلة سورية تكمن في موقعها سواء عندما كانت، بامتداداتها الطبيعية، تشمل بالإضافة الى هذه الدولة القائمة الآن، التي هي مثلها مثل غيرها من إنتاج "سايكس-بيكو" وما انتهت إليه الحرب العالمية الأولى من ظهور دولٍ جديدة واختفاء دولٍ قديمة، المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية وفلسطين، وفوق كل هذا جزيرة قبرص التي أعطاها أنطون سعادة اسم "نجمة الهلال الخصيب"، وعندما تحولت الى دولة قُطْرية بالحدود الحالية.فالمسألة الحقيقية التي أشار اليها الكاتب البريطاني باتريك سيل في كتابه "الصراع على سورية"، الذي ظهر في منتصف ستينيات القرن الماضي، هي مشكلة جغرافيا هذا البلد الواقع في أخطر منطقة حساسة بين الشرق والغرب والمحادد لتركيا الدولة العضو في حلف الأطلسي والمواجه لإسرائيل في أهم وأخطر جبهة عسكرية وسياسية والمحتضن للبنان الذي يعتبر نقطة المراقبة الشرق أوسطية الأساسية والمتاخم للدول النفطيّة ولهذا فإنه، أي هذا البلد، قد شهد كل هذه الانقلابات العسكرية التي شهدها منذ انقلاب حسني الزعيم في عام 1949 وحتى انقلاب حافظ الأسد في عام 1970.وهنا فإن الخطأ الرئيسي الذي ارتكبه بشار الأسد هو أنه في انحيازه إلى إيران قد عزل سورية عن محيطها العربي، وأضعف دورها في المنطقة ولم يستطع الحفاظ على سياسة التوازن التي انتهجها والده في المعادلة الإقليمية الشرق أوسطية وفي المعادلة الدولية ثم ولأنه، ولعدم إدراكه لحقيقة ما يجري في بلده وما يجري حوله وما يجري في المنطقة والعالم كله، فإنه لم يستطع استيعاب حادثة درعا المعروفة في مارس العام الماضي، ثم إن المفترض عندما تحتل سورية هذا الموقع الجغرافي الذي تحتله أن تبتعد قيادتها عن الطيش والمغامرات وعن التصرفات الداخلية والخارجية غير المحسوبة العواقب، وحقيقة فإن مشكلة بشار الأسد أنه ربما لا يعرف هذه الأمور كلها ولم يدرك أنه باتباعه أسلوب العنف الأهوج مع شعبه منذ اللحظة الأولى قد استدرج كل ذئاب الأرض إلى بلده!