واشنطن تقرّ نشر الـ «باتريوت» لحماية تركيا من نظام دمشق

نشر في 15-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 15-12-2012 | 00:01
No Image Caption
● موسكو تتراجع: لم نغيّر موقفنا حول سورية  ● قوات المعارضة تقتحم كلية عسكرية في حلب

شدد حلف شمال الأطلسي أمس، على التزامه حيال تركيا، إذ وقّع وزير الخارجية الأميركي ليون بانيتا قرار نشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية لمواجهة اعتداءات محتملة من جانب النظام السوري.

دخل حلف شمال الأطلسي على خط تماس مباشر مع الأزمة السورية أمس، إذ وقّع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الأمر الرسمي بنشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 جندي في تركيا من أجل تعزيز دفاعات هذا البلد الحليف، بينما يزداد عنف المواجهات في الداخل السوري.

وأعلن المتحدث باسم بانيتا، جورج ليتل قبل أن تهبط طائرته في قاعدة أنجرليك في جنوب تركيا أمس، أمام صحافيين يرافقون الوزير في رحلته، أنه «يتوقع نشرهم في الأسابيع المقبلة». وأضاف المتحدث أن تركيا «حليف مقرَّب» والإدارة الأميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن أراضيها ضمن الحلف الأطلسي.

في هذه الأثناء، صرح نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو بأن بلاده لن تلتزم الهدوء إزاء تزايد عدم الاستقرار على حدودها وانتهاكها. وأضاف كورو أن «النظام السوري صار يشكل تهديداً خطيراً للحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي»، موضحاً أن الأتراك يدركون أن منظومة صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ لن تكون حلاً للأزمة السورية.

وكان النواب الألمان وافقوا في وقت سابق أمس، بأغلبية واسعة جداً، على ارسال صواريخ باتريوت الى تركيا لحمايتها من تهديدات سورية محتملة في إطار مهمة لحلف شمال الأطلسي.

نفي روسي

في غضون ذلك، وغداة التصريحات التي أدلى بها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس الأول، وقال فيها انه لا يمكن استبعاد هزيمة نظام بشار الأسد أمام المعارضة، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن روسيا لم ولن تغير موقفها حول سورية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش، خلال لقائه الصحافي الأسبوعي: «إننا لا نجري مباحثات مع زملائنا الأميركيين أو غيرهم حول مصير الرئيس الأسد. إننا نبحث بشكل دؤوب وبصبر عن سبل لتحقيق التسوية السياسية للأزمة في سورية».

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت في تعليق ساخر أمس الأول: «نريد أن نشيد بالحكومة الروسية لأنها تنبهت أخيراً للحقيقة واعترفت بأن أيام النظام (السوري) باتت معدودة».

وقال لوكاشيفيتش: «رأيت كيف قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية بحماس إن موسكو استيقظت أخيراً وتغير موقفها». وأضاف: «لم نكن نائمين ولم نغير يوماً موقفنا»، مشيراً إلى أن «بوغدانوف كرر موقفنا المبدئي المؤيد لتطبيق اتفاق جنيف في أسرع وقت ممكن».

اقتحام مدرسة عسكرية

ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة أمس، داخل كلية الشؤون الإدارية العسكرية في محافظة حلب (شمال) بعد أن اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب وهي لا تضم عدداً كبيراً من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها».

وأشار المرصد إلى استمرار مقاتلين من كتائب أخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب التي تضم حوالى ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد بتعرض مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، ترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان.

كما تواصلت العمليات العسكرية في دمشق أمس، وتعرضت الأحياء الجنوبية للعاصمة لقصف صباحاً، من القوات النظامية. وقُتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة المعضمية في ضاحية دمشق، بينما سُجل قصف على مناطق أخرى في الريف.

وقُتل ثلاثة مدنيين وجُرح آخرون في قصف مدفعي لبلدة تسيل في محافظة درعا.

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً إلى أكثر من 43 ألف شخص، بحسب ما أفاد المرصد السوري.

من ناحية ثانية، قالت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري اموس أمس، إن المنظمة الدولية ملتزمة بمواصلة عمليات الإغاثة في سورية وتعمل على تخزين إمدادات إغاثة في بلدان مجاورة.

رحيل الأسد

دبلوماسياً، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، من بروكسل بأن الاسرة الدولية يجب أن تحدد هدفاً لها وهو «دفع الأسد إلى الرحيل في أسرع وقت ممكن».

وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي قبل اليوم الثاني من القمة الأوروبية إن «الحرب تدور الآن في غير مصلحة الأسد».

كذلك، رأى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن «سورية تواجه موقفاً يائساً والوقوف بلا حراك ليس خياراً مطروحاً»، مشيراً إلى أن «بريطانيا والاتحاد الأوروبي يعملان كل ما بوسعهما لتسريع الانتقال في سورية».

من جهة أخرى، قال رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي نود بارتلز وهو جنرال هولندي عقب اجتماع في موسكو رداً على سؤال عن الصراع في سورية: «يمكنكم القول إنني أفترض أن الأسد سيختفي. أميل للاعتقاد أن هذا هو الوضع».

في المقابل، عبّرت الصين أمس، عن قلقها العميق تجاه العنف الحاصل في سورية، ودعت كل الأطراف السورية إلى وقف إطلاق النار فوراً، وإطلاق عملية انتقالية سياسية بقيادة الشعب وفقاً لإعلان جنيف.

(أنقرة، موسكو، دمشق

 ـــــ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top