ماذا تريد الأغلبية تحديداً؟ ما هو برنامجها للأيام القادمة؟ هل سيكون تجمعات وخطباً وحشوداً جماهيرية أم تهدئة وانتظار سلطة الحكم في سيرها نحو إجراءات تشكيل حكومة بمحلل ثم تقديم طلب حل مجلس 2009 ثم انتخابات تراعي الإجراء الدستوري المفروض! علام تعترض الأغلبية اليوم وعلام توافق! هل تعترض على حكم محكمة عليا أم تشكك وتعترض على السلطة القضائية كلها ككيان دستوري! لِمَ كان الحشد الجماهيري أمس الأول في ساحة الإرادة مادامت السلطة وعلى لسان وزير الإعلام تعهدت بالقيام بتصحيح الوضع حسب قرار المحكمة، وستجري انتخابات جديدة؟!

Ad

التساؤلات السابقة لا بد من طرحها حتى نعرف وندرك في أي طريق نسير، وما هو الممكن المعقول في الظرف الحالي، وما هو غير الممكن! حتى الآن "يبدو" أن السلطة (أسرة الصباح الحاكمة) ماشية مع طلبات الأغلبية على طول الخط، وتكاد تقول لها "يا دهينة لاتنكتين"، مثل طبقته الحكومة أيام المجلس المبطل في الموافقة على جل مشروعات القوانين التي قدمتها القوى الدينية المهيمنة على مسار الأغلبية، وحتى آخر أيام المجلس، وإلى الآن بعد صدور حكم المحكمة الدستورية... فما هو المطلوب إذن!

تصريحات أكثر المتحدثين في تجمع الثلاثاء توهت المراقب المحايد، فمثلاً كتلة الشعبي ممثلة بالسعدون والبراك تؤكد مطالبتها بـ"الإمارة الدستورية" والنظام البرلماني الكامل، أي حكومة تمثل البرلمان، وهذا يعني شعبية منصب رئيس الوزراء، وشعبية ما يسمى وزارات السيادة مثل الداخلية والدفاع، والخارجية وحرية تشكيل الأحزاب... بكلام آخر شيوخ الديرة لن يكون لهم غير"البشوت"، كما سمعت همساً من معارض! بينما خالد السلطان رغم خروجه لحشد الثلاثاء وتحديه للتوجه العام للتجمع السلفي القائم على أيديولوجيا تاريخية فحواها "حاكم غشوم ولا فتنة تدوم" إلا أن أبا الوليد ظل يردد تمسكه بالنظام وحكم الأسرة كما فهمت... فلماذا خرج خالد للحشد أساساً، هل خلع رداء التجمع السلفي ليلبس رداء "الإخوان" أم رداء ثوار السلفية مثل الطبطبائي ومحمد هايف...؟! وأيضاً جماعة الإخوان، والصوت العالي سيكون لهم في النهاية، لا يبدو أنهم واضحون في طرحهم، يعترضون مرة على حكم الدستورية ويشككون فيه، ومرات أخرى يظهرون احترامهم لحكم المحكمة وضرورة الامتثال له! هل يريدون إمارة دستورية كاملة أم بقاء صورتها الحالية؟ لا أعرف موقفهم بصورة قاطعة، لكن يمكن القول إن هذه عادتهم... يلعبون سياسة على أصولها… ويمسكون العصا من نصفها... والزمن العربي اليوم زمنهم!

لنعد إلى البداية... ماذا تريد الأغلبية، وهل روادها متفقون على منهج سياسي واحد، وهدف سياسي واحد... أم أنهم مختلفون وضائعون والديرة قد تضيع مع هذا الحال السائب.