المواطن والخليجي... والإذلال الإسباني الأوروبي
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
الغريب أن عملية الإذلال تتنوع كما يحدث في السفارة الإسبانية، التي توزع جوازات العائلة الواحدة على عدة أيام متفرقة، وأحياناً أسابيع، رغم تقديمها في نفس الموعد، والسفارة الألمانية، الذي يرفض موقع تابع لها استقبال طلبات الفيزا ليومين دون سبب، وحكم "قرقوش" لمكتب خاص بسفارة أوروبية أخرى يطلب من مواطن كويتي لمنحه تأشيرة سياحية دفع كل أجرة الفندق مدة شهر رغم إيضاحه لهم أنه قد يغير السكن بعد عدة أيام إذا لم يناسب عائلته، المهم أن سفارات الاتحاد الأوروبي في الكويت وفي الدول الخليجية يعاملوننا بشكل مذل واستغلالي، رغم أننا لا نشكل أي ظواهر سلبية في أوروبا في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية أو الجرائم وخلافه.القضية ببساطة أننا خليجيون يتم استغلالنا... فيضعون مكاتب تجارية تحصل منا أموالاً وعندما نستفسر عن مصير جوازاتنا ومتى سيتم إنجازها يردون لا نعلم ولا نستطيع منحك أي معلومة، فالأمر خاص بالسفارة، ونحن شركة تجارية! وعندما تطلب منهم إيصال جواز السفر إلى عنوانك يرفضون... إذاً بأي صفة ومبرر يتم تحصيل الأموال الإضافية منا؟... أنا أعلم أن السفارات الأوروبية التي تعاملنا بعنجهية لن ترد على تلك التساؤلات غالباً وستتجاهلها، رغم أنها تجني مبالغ طائلة من رسوم التأشيرات في المنطقة، لكنها لا تريد أن تزيد موظفيها ولا أن تستأجر مباني أكبر لتقديم خدمات أسرع وأفضل للمواطن الخليجي، وكل مقراتها مؤجرة ولا توجد لهم مبان دائمة كبقية الدول، لذا هي توكل المهمة لمكاتب تجارية تريد هي أيضاً بدورها أن تربح فتستأجر مكاتب صغيرة وعدد موظفين محدوداً في ممارسة منتشرة في المنطقة... ويرضى الخليجي والكويتي باستغلاله ولا ترفض وزارات الخارجية الخليجية بالوضع ولا تعترض على الرسوم التي يتم فرضها على رعاياها مقابل خدمة سيئة وشروط تعسفية، إذ إن حق إصدار التأشيرات محصور بالسفارات، ولا توكل لشركات تجارية برسوم إضافية إلا بموافقة الدولة المضيفة.أنا أعلم أن حالة الإذلال للسفارات الأوروبية وشروط فيزا شينغن التعسفية في ما يخص السكن وخلافه لن تتوقف أو تعدل إلا بردة فعل شعبية، فهناك عشرات البدائل للوجهات السياحية متوافرة للخليجيين مثل أستراليا التي تصرف التأشيرة عبر الإنترنت والولايات المتحدة التي تمنح تأشيرة دخول تمتد عشر سنوات، وبعض دول شرق أوروبا وآسيا وإفريقيا، أما إذا استمرت حالة "الشحاطة" والخنوع الخليجية لباريس وبرشلونة وميونيخ فأبشروا بيوم سيضع الأوروبيون شروطاً تعجيزية وأوجهاً جديدة لإذلال الخليجيين للحصول على "شينغن"، وبالنسبة لي سأبدأ بنفسي وسأتعهد بعد تجربتي الأخيرة مع السفارة الإسبانية، وما شاهدته وسمعته من شكاوى المواطنين هناك بأنني لن أتقدم مرة أخرى في حياتي للحصول على "فيزا" أو زيارة هذا البلد، وأرجو أن يفعل كل مواطن وخليجي يمر بتجربة استغلال وإذلال في أي سفارة أوروبية.