أقيمت أمس الأول محاضرة بعنوان سنة أولى أدب للكاتب سعود السنعوسي، في معرض الكتاب، وذلك ضمن فعاليات المقهى الثقافي لمعرض الكويت السابع والثلاثين للكتاب، بحضور مجموعة من الضيوف ونخبة من الأدباء والمهتمين بهذا المجال، حيث تناول من خلالها الكاتب تجربته الخاصة في كتابة روايتيه «سجين المرايا» و»ساق البامبو»، قدمتها الزميلة نور الفيلكاوي.
استهلت المحاضرة بإفصاح الكاتب عن مشاعره الخاصة تجاه تجربته الأدبية، موضحاً أنه غالباً ما يشعر بالخجل إذا ما طلب منه الحديث عن تجربته الخاصة، فهو في واقع الأمر يجد نفسه أمام سلم طويل جداً لا يزال يقف على عتبته الأولى، فتجربته كما أكد متواضعة، وهي بمثابة سنة من الدهشة والمعاناة واكتشاف الأشياء للمرة الأولى، إضافة إلى التحدي وتحقيق الذات، فعلى الرغم من مرور عامين على صدور روايته الأولى إلا أنه لا يزال متشبثاً بالسنة الأولى لمعايشة لذة الاكتشاف مرة تلو الأخرى. وتحدث السنعوسي عن تجربته الأدبية الأولى، والتي بدأت بكتابة الخواطر والنصوص الذاتية، حتى بدأ الخروج من محيطه الخاص وذلك بتكثيف قراءته، فضلاً عن انه بدأ ينظر إلى الأشياء بصورة مختلفة، إلى أن بدأ بكتابة روايته الأولى «سجين المرايا»، فعلى الرغم من الجهد الذي بذله في كتابتها، إلا انه لم يكن جاداً بقدر كاف، وهذا ما استطاع أن يكتشفه مؤخراً، مؤكداً أنه لم يواجه اي صعوبات في النشر، فالنشر كما اكتشفه أسهل خطوات إصدار الكتاب بحسب ما جاء به، فالصعوبات التي واجهته، غالباً ما كانت متعلقة بالكتابة ذاتها، وبالأدوات الخاصة بها، فضلاً عن الإلمام التام بالموضوع الخاص بمضمون الرواية.جائزة ليلى العثمانوتناول موضوع انتشار العمل والذي كان قد حاز جائزة الأديبة ليلى العثمان عام 2010، وانتشر بدوره بشكل لا بأس به، حيث نال انتقادات سلبية، وإيجابية ألقت على عاتقه مسؤولية كبيرة، جعلته يتصفح روايته الأولى مطولا للبحث في جسد الرواية وفي الجدوى الأدبية التي قد يخرج بها القارئ بعد تصفحه لها، والأثر الذي من الممكن ان يتركه كتابه على القراء.تساؤلات كثيرة وضعها الكاتب نصب عينه، وهو يهم بكتابة عمله الثاني «ساق البامبو»، موضحاً أنه كان جاداً، كما لم يكن يوماً في حياته، وذلك من منطلق حرصه على نتاجه الأدبي والمسؤولية التي وقعت على عاتقه بعد روايته الأولى كما أسلف.وبين السنعوسي، أنه حرص في روايته الثانية على التفوق على ذاته، من خلال تقمص شخصية ليست له، وتبني قضية لا تمثله، قائلا «قررت أن أتفوق على ذاتي، أن البس ثوباً غير ثوبي، أتقمص شخصية ليست لي، أتبنى قضية لا تمثلني، أتحمس لها. استبدلت عيني بعيني الآخر...».وأشار إلى انه قد قرأ كثيرا وسافر عمداً ليعايش التجربة قبل خوضها، والتي تتحدث في مجملها عن قضية أناس مهمشين، لم يقل فيها الكاتب رأيه من أيديولوجية أو فكر خاصين، بل أراد أن يكون مصوراً فوتوغرافياً، وأن تكون روايته بمثابة معرض للصور، فقد التقط الكاتب أدبيا صور عدة لمجتمعه والمجتمع الآخر، والتي قد تبدو مألوفة بحسب السنعوسي، إلا انه فضل ان يحيطها بإطارات تبرزها، وتظهرها أوضح وأكثر جلاء، لينتبه إليها القارئ، تاركاً له حرية التفكير دون تدخل منه ككاتب.وفي نهاية حديثه أكد أنه لا يزال طالبا في سنة أولى أدب، مسدياً نصيحة لكل كاتب قبل ان يشرع في كتابة أي عمل بأن يكون لديه ما يقوله، وبأن يكون على استعداد بأن يكون لسان حال غيره من المهمشين، وبأن يقرأ قبل أن يقول! وبأن يقرأ ملياً قبل أن يكتب فالكتابة مسؤولية، متمنياً أن يضيف كل كاتب للأدب في بلاده بدلاً من تشويه ما كتبه سابقوه من أدباء كبار ومخضرمين.
توابل - ثقافات
السنعوسي: مازلت في العَتبة الأولى للكتابة
23-11-2012