تتخوف مصادر قيادية لبنانية واسعة الاطلاع من الذيول الناجمة عن تهجير الألوف من فلسطينيي مخيم اليرموك السوري الى لبنان نتيجة للمعارك الدائرة بين نظام الرئيس بشار الأسد وحلفائه الفلسطينيين واللبنانيين من جهة ومعارضيه من جهة مقابلة.

Ad

وفي رأي هذه المصادر، فإن حالة الاحتقان التي تشهدها الساحة اللبنانية امتدادا للمواجهات الدموية في سورية يمكن أن تشهد في غضون الأسابيع القليلة المقبلة تطورات دراماتيكية أمنية وعسكرية بين الفلسطينيين من جهة وحزب الله وحلفاء سورية على الساحة اللبنانية من جهة مقابلة.

وتتحدث القيادات اللبنانية عن تقارير ومعلومات تفيد بأن غليانا فلسطينيا – سنيا يستعيد ما تعرضت له المخيمات الفلسطينية في لبنان منتصف ثمانينيات القرن الماضي ذريعة من أجل التحضير لمواجهات انتقامية لما قام به حلفاء سورية وفي مقدمهم حركة أمل خلال ما عرف بحرب المخيمات في بيروت، التي تركزت على مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة في شكل خاص.

وعلى الرغم من الموقف الفلسطيني المعلن لناحية عدم الرغبة في اقحام الفلسطينيين أنفسهم في صراعات لبنانية وسورية داخليةن فإن الواقع الميداني يشير الى بروز تيار يدعو الى عدم السماح للنظام السوري بتكرار أي عملية انتقامية من الفلسطينيين الرافضين للانضمام الى قوى النظام السوري في مواجهة شعبه. ويعتبر رموز هذا التيار الفلسطيني أن الرئيس السوري بشار الأسد مدعوما من النظام الإيراني يسعيان الى تدفيع الفلسطينيين ثمن تمسكهم باستقلالية قرارهم التي عبروا عنها من خلال رفض حماس والتنظيمات الفلسطينية التي كانت تتلقى الدعم من دمشق وطهران في مواجهة إسرائيل الانضمام الى القوى المواجهة للثورة السورية. ويستعيدون في مقاربتهم ما تعرض له الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مخيمات لبنان نتيجة لرفضه الالتحاق والذوبان بسياسة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما أدى الى ما عرف يومها بحرب المخيمات التي دمرت مخيمات بيروت الثلاثة ومن قبلها الى إخراج ياسر عرفات من لبنان عبر إخراجه من مخيمات طرابلس وإبعاده الى تونس.

وفي اعتقاد بعض القيادات الفلسطينية الميدانية أن حرب النظام السوري على مخيم اليرموك تهدف الى خلق قيادة فلسطينية موالية لسورية في موازاة حركتي حماس والجهاد الإسلامي أسوة بما أقدم عليه نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بابتداعه فتح – الانتفاضة بقيادة ابو موسى انتقاما من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وتتوقع هذه القيادات امتداد الخطة السورية قريبا الى مخيمات لبنان في إطار التهديد السوري المعروف بإشعال المنطقة في حال شعر النظام بدنو نهايته، وتعتبر أن الدور الذي تولته حركة أمل في السابق سيتولاه حزب الله في المرحلة الراهنة بمعاونة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل.

من هنا، فإن هذه القيادات الفلسطينية الميدانية تستعد لمواجهة مثل هذا السيناريو من خلال تدابير أمنية وعسكرية تخشى القيادات اللبنانية أن تنتهي بانفجار واسع ومواجهات بين الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين من جهة وحزب الله وحلفائه الفلسطينيين مدعومين من سورية وإيران من جهة مقابلة.