Escape Goat
عندما يتفق الناس على أمر ما، وتتكون لدى الجميع قناعات مشتركة وبدهيات تكاد تكون متطابقة، يظهر بعض النشاز من الأفكار والغريب من الأهواء، فأصحاب هذا التوجه يسميهم خبراء الإدارة بمسمى طريف هو "العنز الهاربة"، وهذا التعبير هو عنوان هذا المقال.في الأسبوع الماضي أرسل لي أحد الأصدقاء مقالاً لمحمد المسفر، يتذاكى فيه كعادته على الناس، ويفترض فيهم عدم الفهم وقلة المتابعة، ويدّعي المسفر معرفة أمور لا يعلمها غيره، فبدأ مقاله بانتقادات ملساء وبعبارات مقبولة لنظام المجرم بشار، فبدلاً من أن يصف النظام بالدموي قال "مثقل بالمشاكل السياسية"، وخلع كلمة دكتاتور على النظام، ولم نعرف ماذا يقصد بهذه الكلمة، يبدو أن حدوده تتوقف عند كلمة النظام ولا تصل للسيد بشار وجوقته الفاسدة.
في المقابل، ويعرف المسفر تماما، أن حصيلة "الدكتاتور" تجاوزت 50000 قتيل خلال سنة وأضعافهم من الجرحى، وأخيرا تجرأ وتمالك نفسه و"باعها" وقال مخابراتي؛ معلومة لا يعرفها سوى حضرة المسفر، فهذا المخابراتي يا دكتور ألقى بأربعة ملايين مواطن خارج الحدود، غلبناك في هذه المعلومة، فنحن نعرفها وأنت لا تعرفها. ومن إبداعات المسفر المسلية أنه جاء بداهية الدواهي وقصف النظام وأحرجه أمام العالم، وقال إن النظام يطلق أيدي التجار، وسوف أستخدم كلمة غوار الطوشة "حلفتك بالله يا مواطن" هل هذا وقت هذه المعلومة؟ وهل هذا مكانها؟ البلد يواجه حرباً حقيقية والدمار طال تسعة أعشارها وعاصمتها ساحة قتال، والأخ يتحدث عن التجارة، ينقصك معلومة بسيطة هنا لتضعها مكان معلومة "التجار" يمكن أن تذكر أنه لم يعد هناك مدن أسماؤها حمص وحلب ودير الزور ولا حتى الرستن.ما ذكره المسفر يثير الاستغراب لو أن الذي ذكره غيره، فهو الذي يتحذلق ويقرع كل من يصف النظام بالطائفية ويسوق معلومات معروفة سلفا ولا تغير من الأمر شيئا، فهذا الأسلوب استخدمه المسفر مع السيد السابق صدام، فهو ما زال في غيه ويتكلم عن كلمة "إخراج" صدام من الكويت.يتساءل المسفر عن الدور القادم للعرب، ونقول إن الدور بدأ ولم تكن جزءاً منه، فأنت ممثل كما وصفت نفسك (ارجع إلى مقالك)، والممثل دائما يقوم بأدوار لا دخل له فيها، ولا يستطيع أن يغيرها دون الرجوع للمخرج.وإلى أن نرى دورا جديداً، انظر يا دكتور إلى الأحرار وأصحاب الأدوار الفعلية يأخذون مواقعهم في سجل الشرف وتاريخ البطولات والمواقف التي يعجز عنها الممثلون.