«تويتر» ناقل للكفر!

نشر في 22-04-2012
آخر تحديث 22-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 مظفّر عبدالله المتطرفون في الطرح موجودون في كل المجتمعات، حتى تلك التي حققت حكوماتها إنجازات عظيمة لشعوبها، ولنتذكر النرويجي آندريش بريفيك الذي قتل 77 شخصا لأنه ضد التعددية، ويرى في الإسلام خطراً، والقس الأميركي المتطرف تيري جونز وقصته مع حرق القرآن، لكن التطرف في مثل هذه المجتمعات يبقى في حدوده المعزولة.

أول العمود:

وزارة التجارة قدمت إنجازاً عظيماً بإضافة التمر إلى بطاقة التموين!!

***

في الأمس قال وزير المواصلات إن وزارته بصدد التنسيق مع شركات الإنترنت لإغلاق أي حساب "يزعزع" أمن الدولة، يقصد بالدولة الكويت، وليس إدارة أمن الدولة بالطبع، وعلى الرغم من أنني من أشد المعترضين على التغريد الطائفي أو بث الإشاعات أو التجريح، فإنني أجد أن ما يتداول في هذه الوسيلة ما هو إلا نقل لما يدور في المجتمع، من صراع طائفي ومذهبي بين بعض النواب في المجلس يهبط إلى درجة مخيفة من انتقاء الألفاظ.

ومن أسبابه أيضا سرقة المال العام والرشا وكسر القوانين والاستهتار بها، وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على إنجاز ما هو حقيقي في مجال التنمية.

إدارة "تويتر" تقول في أحد إحصاءاتها إن المغردين في العالم يزودون شبكتها بما لا يقل عن 350 مليار تغريدة في اليوم، والرقم في ازدياد، فهل محيت دول من الخارطة؟ العكس هو الصحيح، إذ تم اقصاء دكتاتوريات، وتصححت مسارات بفضل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، ولم يتهدد أمن تلك الدول.

بالطبع، ربما يقصد الوزير المسيئين في انتقاء الكلمات أو التدخل بشكل غير قانوني في بعض ما يطرح من مواضيع على مدار الساعة، لكن يبقى القول إن مواجهة التطور التكنولوجي في مجال التواصل الاجتماعي ليس بإغلاق الحسابات الشخصية، ولكن بتقديم تشريع ينظم هذه الوسائل الجديدة، وهو ما نفتقده من المجلس التشريعي والحكومة كذلك.

المتطرفون في الطرح موجودون في كل المجتمعات، حتى تلك التي حققت حكوماتها إنجازات عظيمة لشعوبها، ولنتذكر النرويجي آندريش بريفيك الذي قتل 77 شخصا في جزيرة لأنه ضد التعددية، ويرى في الإسلام خطراً، والقس الأميركي المتطرف تيري جونز وقصته مع حرق القرآن. لكن يبقى أن حالة التطرف في مثل هذه المجتمعات تبقى في حدودها المعزولة والمرفوضة من القطاع الأوسع من أفراد المجتمع، بينما تتسع الدائرة في مجتمعاتنا لتشكل شبه ظاهرة يقتات عليها الناس في أحاديثهم اليومية، وكأنها شيء عادي، والسبب في قلة الإنجاز والتمييز الفئوي وفشل الحكومة في مكافحة الفساد.

أخيراً، فإنني سأفترض بأن المغردين سيتكالبون على مدح الوزير بكم من التغريدات لو أتى لهم بقانون هيئة الاتصالات، وحسّن من خدمات مزودي الإنترنت، وأسرع في إنجاز فكرة نقل ملكية أرقام الهواتف النقالة بين الشركات، وطرح شركة النقل العام للخصخصة.

back to top