شقوق في جدار من الطوب

نشر في 22-09-2012
آخر تحديث 22-09-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي أتفق تماماً مع تشبيه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مهمته في سورية المنكوبة بمن يقف أمام جدار من الطوب، ويبحث عن شقوق فيه، فالتشبيه بليغ، وفيه من الواقعية الكثير، وأشاطره الرأي بأنها مهمه شبه مستحيلة.

فالوضع أصبح متفجراً، وأصبحت الأمور تسير في طريق اللاعودة، وأضحت اللعبة السياسية والعسكرية في هذا البلد المنكوب لعبة دولية لها مداخلها ومخارجها، وأطرافها الفاعلة، ويخطئ من يظن أو يتوقع أن الإبراهيمي سيجد الحل في دمشق، فزعيم الشام المختبئ لا يملك من قراره شيئاً، فقراره في طهران.

ولا أظن أنه يملك قرار إيقاف العمليات العسكرية وقتل أبناء شعبه، بل أظنه لا يملك حتى قرار تنحيه من الحكم من عدمه، وحسناً فعل الأخضر حينما بدأ مهمته الفعلية باللقاء مع الشيخ حمد بن جاسم في القاهرة.

لا أعلم ما الذي دار بينهما في اللقاء لكني أظنه تحدث مع بن جاسم باعتباره أحد الداعمين للجيش الحر، وأتوقع أنه كان لقاءً صريحاً أو هكذا أتمناه، ولا شك أنه سيأخذ باعتباره ملاحظات الشيخ القطري، ليطلع الأسد على تلك الملاحظات، وبالتالي سيتبين بعدها، ما الذي سيحدث على أرض الواقع.

هنا أيضاً سؤال يطرح نفسه بقوة: هل سيتوجه الإبراهيمي إلى طهران؟ من منا يستطيع تجاهل الدور الإيراني السلبي في دعمها للطاغية ضد شعبه، وأسبابها الطائفية المعروفة، لو كنت مكان الأخضر لوضعت في بالي أن أتفاوض مع ثلاث عواصم فقط. الرياض والدوحة وهما طرفان يدعمان الجيش الحر، وطهران لأنها الداعم الرئيسي للأسد فنسبة تسعة وتسعين في المئة من الحل سيكون في تلك العواصم، ويتبقى الواحد في المئة، لطاغية الشام، وأظنه لن يقدم جديداً.

إن لم يكن الإبراهيمي صريحاً وواضحاً كما تفرض عليه أمانة المهمة التي كلف بها فليتركها لغيره، فالقتلى بالآلاف والجرحى ضعفهم، ومخيمات اللاجئين في الدول المجاورة كثرت، وأصبح اللاجئون الأبرياء مجالا خصباً للابتزاز الرخيص من دول نفترض بها النزاهة، والوضع لا يحتمل مساومات وصفقات منبوذة على حساب الشعب الشقيق.

back to top