انتفاضة القضاة تتحدى الرئيس المصري

نشر في 25-11-2012 | 00:06
آخر تحديث 25-11-2012 | 00:06
No Image Caption
• المحاكم تغلق أبوابها احتجاجاً... وأعضاء في النيابة يرفضون الاعتراف بالنائب العام الجديد
• اشتباكات عنيفة بين مؤيدي مرسي ومعارضيه أمام «القضاء العالي»
• تظاهرات مضادة الثلاثاء
عبّر قضاة مصر أمس عن غضبهم من الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي، والذي اعتبره مجلس القضاء الأعلى اعتداء غير مسبوق على استقلال القضاء.
أعلن القضاة المصريون أمس تحديهم للرئيس محمد مرسي الذي صار في موقف حرج بعد تخلي عدد من مستشاريه ومساعديه عنه وإعلانهم التبرؤ من قراراته التي اتخذها يوم الخميس الماضي، والتي جعلته فوق السلطة القضائية.

ولم ينتظر القضاة انعقاد جمعيتهم العمومية مساء أمس، التي كان من المتوقع أن تصدر قرارات بإعلان الأحزاب وعدم الاعتراف بالنائب العام الجديد المستشار طلعت عبدالله، فبدأوا بالفعل في تنفيذ هذه الاقتراحات منذ الصباح، فأغلقت غالبية المحاكم أبوابها، ورفض معظم أعضاء النيابة تنفيذ قرار عبدالله بمنعهم من حضور الجمعية العمومية.

وكان لافتاً أن رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند بدأ الاجتماع بتحية النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود دون أن يصفه بأنه "السابق" في تحدٍّ واضح لقرار الرئيس بعزله من منصبه، كما أصدر محمود بياناً يعلن فيه رفضه قرارات مرسي لمخالفتها القانون.

وجاءت الضربة الأقوى من المجلس الأعلى للقضاء الذي يضم رؤساء الهيئات القضائية، حيث أصدر بياناً أكد فيه رفضه الكامل للإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي، معتبراً أنه "عدوان على السلطة القضائية واستقلالها"، مطالباً الرئيس بالتراجع وإلغاء هذا الإعلان.

وعقد مرسي اجتماعاً طارئاً مع مستشاريه ومساعديه لمحاولة رأب الصدع في مؤسسة الرئاسة وتجاوز الأزمة إلا أن اثنين منهم أعلنا الاستقالة.

إلى ذلك، وقعت بمحيط مبنى "دار القضاء العالي"، اشتباكات عنيفة بين عشرات من المؤيدين للرئيس المصري ومعارضين، ما أدى إلى وقوع إصابات نتيجة الرشق بالحجارة والضرب بالهراوات بين الجانبين.

ولوحظ عدم وجود أي قوة أمنية في مواقع الحوادث، بينما امتدت الاشتباكات إلى عدد من الشوارع المجاورة.

وبينما استمر اعتصام مئات من شباب الثورة في ميدان التحرير اتفقت قوى المعارضة على تشكيل قيادة موحدة لـ"الجبهة الوطنية" التي تضم الأحزاب المدنية وعلى رأسها محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى، وتمت الدعوة إلى تظاهرات حاشدة بعد غد الثلاثاء قابلتها جماعة الاخوان بدعوات إلى تظاهرة مضادة.

 وتزامنت مع هذه التطورات اعتداءات منظمة تعرض لها نائبان سابقان من معارضي "الإخوان" هما المرشح السابق للرئاسة أبوالعز الحريري وحمدي الفخراني، بينما تقدم محامون من الجماعة ببلاغات للنيابة ضد نشطاء معارضين على رأسهم الفقيه الدستوري حسام عيسى، وسط شائعات عن الإعداد لقضايا تزج برموز المعارضة في السجون.

في غضون ذلك، رفضت المصادر العسكرية التعليق على بيانٍ تم توزيعه في ميدان التحرير مساء أمس الأول يتضمن هجوماً حاداً من ضباط بالجيش على "الإخوان" ويطالب شباب الثورة بالوقوف معهم صفاً واحداً ضد الجماعة.

وقال مصدر وثيق الصلة بالجماعة، إن أكثر ما يقلق الرئيس هو الموقف الدولي والوضع داخل القوات المسلحة، حيث إنه حاول الاستفادة من الإشادة الأميركية بدوره في احتواء "حماس" لإعلان قراراته، مؤكداً أنه فوجئ بالإدانة الدولية المتزايدة لهذه القرارات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

back to top