ثمة إشارات باكرة إلى الإصابة بسرطان الخصيتين، وغالباً ما تكون واضحة، خصوصاً عندما يقوم الرجل بفحص ذاتي دوري لخصيتيه. واكتشاف سرطان الخصيتين في مراحله الباكرة أمر مهم لأنه كلما بكرنا في اكتشافه، ازدادت فرص معالجته بنجاح، شأنه في ذلك شأن الكثير من أنواع السرطان.

Ad

يصيب هذا النوع من السرطان الخصيتين اللتين تقعان داخل الصفن (scrotum)، كيس رخو من الجلد يقع أسفل العضو الذكري. تُنتج الخصيتان الهرمونات الجنسية الذكرية والحيوانات المنوية للتكاثر. عند مقارنة سرطان الخصيتين بأنواع السرطان الأخرى، يتبين أنه نادر. لكنه في الولايات المتحدة، مثلاً، الأكثر شيوعاً بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والرابعة والثلاثين.

تشمل أولى علامات سرطان الخصيتين الأكثر شيوعاً تضخم إحداهما أو ظهور كتلة صلبة فيها. لا تسبب هذه العقد أو الكتل الألم عادة. ولاكتشاف سرطان الخصيتين في مراحله الأولى، ينصح الأطباء الرجال بإجراء فحص ذاتي للخصيتين مرة في الشهر. ويُفضَّل القيام بهذا الفحص خلال الاستحمام أو بعده مباشرة لأن الماء الساخن يدفع الصفن إلى الاسترخاء، ما يسهل على الرجل اكتشاف أي أمر غير اعتيادي.

تكون الخصية عادة صلبة، بيضاوية الشكل، وملساء. ومن الطبيعي أن تكون إحدى الخصيتين أكبر قليلاً من الأخرى. فضلاً عن ذلك، يشكّل الحبل الممتد نحو الأعلى من رأس الخصية جزءاً طبيعياً من الصفن. وإذا لاحظ الرجل كتلاً أو نتوءات جديدة أو أي تغيير خلال الفحص الذاتي، فعليه أن يستشير الطبيب ليعرف طبيعتها. وتساعد فحوص الدم ومختلف وسائل التصوير، مثل التصوير فوق الصوتي، وغيرهما من أساليب التشخيص الطبيب في تحديد ما إذا كانت تلك الكتل سرطانية.

إذا تبين خلال الفحوص أن هذه الكتل أو التغييرات ناجمة عن الإصابة بسرطان الخصيتين، تتوافر خيارات علاجية عدة ينتقي منها الأطباء ما يُناسب حالة كل مريض. لمعالجة سرطان الخصيتين في مراحله المبكرة، يخضع المريض عادة لجراحة استئصال الخصية تُدعى orchiectomy. وقد لا يحتاج المريض إلى أي علاجات أخرى. خلال هذه الجراحة، يُحدث الجراح شقاً فوق الصفن مباشرة ويخرج منه الخصية بأكملها. ومن الممكن إجراء هذه العملية في عيادة خارجية، ولا تتطلب مكوث المريض في المستشفى.

بعد الخضوع لهذه الجراحة، تشمل المتابعة الطبيبة لمرضى المراحل الأولى من سرطان الخصيتين زيارات دورية إلى الطبيب كل بضعة أشهر خلال السنوات الأولى لتخفّ بعد ذلك وتيرة هذه الزيارات. وقد يطلب الطبيب من مريضه إجراء فحوص دم وصور وغيرها من الإجراءات للتأكد من أن السرطان لم يعاود الظهور.

أما في الحالات المتطورة التي يكون فيها السرطان قد امتد إلى خارج الخصيتين، فتكون جراحة استئصالهما الخطوة الأولى في العلاج. وتختلف الخطوات التالية باختلاف الحالة ومدى انتشار المرض. وقد تشمل جراحات إضافية، علاجاً كيماوياً، علاجاً بالأشعة، أو مزيجاً من الاثنين. وفي بعض الحالات، يقرر الطبيب المعالج إخضاع المريض لجراح استئصال عدد من العقد اللمفاوية من البطن.

من الجيد أن سرطان الخصيتين يتفاعل عادةً بشكل إيجابي مع العلاج، حتى وإن كان متفشياً، ومن الممكن الشفاء منه في معظم الحالات. لكن إن لاحظت أي تغيير في الخصيتين، خصوصاً إن تضخمت إحداهما أو ظهرت فيها كتل، فسارع إلى الاتصال بطبيبك لأن اكتشاف هذا المرض في مراحله الأولى يسهّل العلاج ويوفر عليك الكثير من المعاناة. وتذكر أن الفحص الذاتي بالغ الأهمية لأنه سبيلك الأول والأبرز إلى اكتشاف أي خطب قد تعانيه.