مما يؤسف له أن الداعين إلى التظاهر تختلف نواياهم وأهدافهم؛ ولذلك فإنهم قد يدخلون البلد في نفق مظلم قد يؤدي إلى إعصار يأكل الأخضر واليابس، ولذلك أتمنى ألا يشترك في الدعوة أحد، وأن نعود إلى نظامنا الداخلي لحل مشاكلنا عملاً بدستورنا الذي اخترناه.

Ad

لا شك أن كثيرا من المدعوين إلى التظاهر أو الحضور إلى ساحة الإرادة وطنيون ومحبون لوطنهم، ويهمهم سعادة أهاليهم وسلامتهم، ولا أظن أحدا منهم يقبل أن يساهم في عمل يضر ببلده وأهله.

كلنا لدينا ملاحظات على ممارسات الحكم وأسلوب إدارة الدولة، وكلنا نريد التغيير للأفضل، ونريد الخير لبلدنا، وكثير من المشاركين المحتملين للتواجد في ساحة الإرادة يريدون ويسعون من أجل المصلحة العامة، ولكن هذه المرة وفي هذا التوقيت بالذات يجب أن نكون حذرين كل الحذر، ومتنبهين لما يريده البعض لبلدنا. يجب ألا يفوتنا أن بعض الداعين والدافعين إلى المواجهة مع الحكم يشغلهم أهداف خاصة، وتحركهم دوافع خطرة على الوطن، والبعض يعمل من أجل التغيير للأسوأ وإعادة البلاد إلى عصور الظلام.

مما يؤسف له أن الداعين إلى التظاهر تختلف نواياهم وأهدافهم؛ ولذلك فإنهم قد يدخلون البلد في نفق مظلم قد يؤدي إلى إعصار يأكل الأخضر واليابس، ولذلك أتمنى ألا يشترك في الدعوة أحد، وأن نعود إلى نظامنا الداخلي لحل مشاكلنا عملاً بدستورنا الذي اخترناه.

إن لدينا الكثير من الوسائل من خلال النظام وتفعيل حقوقنا بالدستور للضغط من أجل الإصلاح، ويمكننا أن نحقق الكثير في حسن اختيارنا لنوابنا، وفي دفعهم من خلال البرلمان إلى رفع مستوى الأداء ومحاربة الفساد وإعادة تنظيم تداول السلطة.

وإعادة النظر في الدستور لا بد أن تكون في الاتجاه الأكثر تقدماً، ولمزيد من الديمقراطية والمشاركة في إدارة الدولة، وليس كما يريد الداعون إلى التظاهر، فقد تبين من برامج البعض مقدار الشطط والتأخر فيما ينوونه ويخططون له.

إن التنكر بعباءة الدين من أجل السيطرة على الدولة يظهر مطامعهم، وإنهم لا يهتمون بأمر الناس والبلاد، وكما رأينا في بلاد أخرى فإنه لا يهمهم أن تحترق البلاد ومن عليها من أجل الوصول إلى السيطرة الكاملة على البلاد، ونحن نشاهد الآن كيف استخدموا الناس هناك وخدعوهم بمعسول الكلام، ثم تركوهم واستفردوا بالسلطة.

إن التوقيت للتظاهر أيضاً خطر، ومما يؤسف له أن الداعين إليه يدركون خطورة الأوضاع من حولنا، ومع ذلك يصرون على تنفيذ أغراضهم، إنهم يغامرون بوطنهم وأهاليهم، ولا يعملون لحساب الأوضاع المحيطة والمخاطر المباشرة على الوطن، إنهم بهذا التصرف لا يختلفون عن المسؤولين المعاندين لاحتياجات الوطن وتقدمه.

لدينا نظام ودستور أهملنا تفعيل أدواته، وانشغلنا بغايات بعض الأحزاب عن مستقبل البلد وأجياله القادمة، وبيدنا القيام باختيار أفضل لمجلس أمة لا تجره قوى داخلية أو خارجية عن دوره في تقدم بلده وحمايته من العابثين.

ليتنا نعطي الداعين إلى التظاهر درساً في الأولويات بعدم المشاركة ومنعهم من تخريب البلد.