كلمة في فم الوطن

نشر في 14-12-2012
آخر تحديث 14-12-2012 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي ما إن يبدأ الحديث بين معسكر المؤيدين والمعارضين لمرسوم الصوت الواحد حتى ينتقل إلى هموم المواطن ليتفق الطرفان على أن السبب في فقدان الثقة هو انتشار مظاهر الفساد الإداري والمالي، وما يترتب عليه من تردٍ للخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية بمعية الحكومة والمجلس اللذين تخليا عن القيام بواجبهما المفروض عليهما عملاً بما نصت عليه مواد الدستور.

إذن قضية الاختلاف على مرسوم الصوت الواحد ما هي إلا صورة عبر بها المواطن عن همومه التي لم تأتِ من فراغ، حيث اصطفاف مجموعة من المواطنين خلف المعارضة لأنهم يرون أن مرسوم الصوت الواحد ما هو إلا بوابة لتكريس الفساد عبر الحصول على مجلس في متناول اليد، وقد ساعد على تأكيد هذه الفكرة نجاح بعض الأسماء المشهورة بسوء السمعة وتضخم الأرصدة بصورة غير مبررة.

هذه الصورة لا يمكن تجاوزها أو مسحها من ذاكرة المواطن أياً كان لونه برتقاليا أم أزرق، فالحقيقة أن الحكومات السابقة فشلت في كسب ثقة المواطن وتركته في مهب الريح.

إذن قضية مرسوم الصوت الواحد وما صاحبها من رفض لم تأتِ من فراغ، خصوصاً أن المجلس المبطل خلال الفترة الوجيزة التي قضاها استطاع أن ينجح في تسويق نفسه على مستوى التشريع والرقابة، وكذلك قدرته على إبقاء تماسك كتلة ٣٥ رغم كل محاولات التشكيك.

الفريق الآخر يرى أن دفاعه عن الحكومة وعن مرسوم الصوت الواحد جاء نتيجة ردة فعل طبيعية للمسلك الإقصائي الذي مارسه بعض النواب، وتخوينهم لبعض مكونات المجتمع الكويتي وما آلت إليه الأوضاع، فانضموا إلى معسكر الصوت الواحد تحت شعار «نار الحكومة ولا جنة المعارضة» التي لم تنجح في التعاطي مع القضايا الوطنية والإقليمية.

نزع فتيل الأزمة يحتاج إلى تهيئة الأجواء من كلا الطرفين عبر احترام وجهات النظر لا تسفيهها، والبحث عن مخرج لكل أوجه الخلاف، فإن كان مرسوم الصوت الواحد أضر بالبعض فبكل تأكيد نظام الأصوات الأربعة سمح بإقصاء البعض الآخر ولم يتح مبدأ تكافؤ الفرص، ناهيك عن غياب العدالة النسبية بين الدوائر.

المواطن ليس لعبة، وهو يدرك أهداف المعارضة والحكومة ومحاولاتهما في تغييب حقه وتهميش دوره من خلال عدم تمكينه باختيار من يمثله تمثيلاً كاملاً دون انتقاص من حقه كما نص عليه الدستور، ويدرك أيضاً أن لعبة تبادل الكراسي التي تنتهجها الحكومة والمجلس عبر سيطرة أحدهما على الآخر أصبحت مكشوفة، وأن هذا الزمن قد ولى ولا يصل بنا إلى دولة تدّعي المدنية والديمقراطية.

** نقاط:

- الكويت مقبلة على مرحلة مفصلية في تاريخها السياسي بعد أن فشلت في مواكبة الديمقراطية واختزالها بالبرلمان، وبعد أن فشلت القوى السياسية في رسم خارطة الأحزاب السياسية التي فشلت بتجاوز حدودها الطبقية والمذهبية.

- تركيبة الحكومة الجديدة لم تأتِ بجديد لكن نتمنى أن تتبنى نهجاً يتناسب ووعود الإصلاح والتنمية.

- للدكتور فاضل صفر بعد خروجك من التشكيلة الحكومية لن يغير الصورة المشرفة التى تركتها.

ودمتم سالمين.

back to top