لماذا تأخر العرب؟
انتشر الأسبوع الماضي على «تويتر» سؤال رائع أخذ المغردون يجيبون عنه بشكل رهيب، وذلك عبر «هاشتاق» خاص، وكان السؤال كالتالي: لماذا تأخر العرب؟ ومع أن الإجابة لا تختصر في كلمات قليلة وسطور أقل، حاولت المشاركة في «تويتر» للإجابة عن هذا السؤال، وفشلت بعد أن كتبت تغريدة من جملة واحدة فقط. اكتشفت أن في قلوب الشباب ما يفيض للإجابة عن هذا السؤال، وأن ما في جوارحهم ما يصعب لمجارف الأنهار أن تحمله من كثر ما ضاقت بهم نفوسهم من حال العرب. عن نفسي سأحاول الإجابة عن السؤال عبر نقاط مختصرة هنا في المقال بعد فشلي في «تويتر»، وستكون هذه النقاط نقطة من بحر ما في الصدور... لماذا تأخر العرب؟ - تأخرنا لأننا أمة ننشغل في صراع رؤية هلال رمضان بينما نسمع خبر وصول أميركا الكافرة إلى المريخ. - لأننا أمة انقسمت وانقسمت وانقسمت، من دين، إلى مذاهب، إلى فرق... إلخ، ومع أن الانقسام «الواعي» دائماً ما يكون إيجابيا إلا في حالتنا نحن، انقسامنا دموي. - لأننا أمة نصدّر النفط إلى دول الغرب الكافر لنعود ونشتريه على شكل «منتجات» مختلفة بسعر أغلى، ولا ننسى أن ندعو بالويل والثبور على هذا الغرب في صلوات الجمعة، ونحن ننسى بأن حتى ملابسنا الداخلية نستوردها منهم. - نحن أمة قامت فيها ثورات الربيع لنقل الحال من «ظالم» إلى «ظلمة» آخرين، فلا عدل رسا ولا جماعة رأفت بأخرى. - نحن أمة نسمع بأخبار المجازر ضد مسيحيي دارفور وكأن لم يحدث شيء، وبعدها نتباكى على مسلمي بورما لنستصرخ ضمائر العالم. - نشاهد الأفلام الأميركية فتكسر أوضاع المهاجرين غير الشرعيين خواطرنا، وفي نفس الوقت لدينا «بدون» في الكويت و»عشوائيات» في مصر... و... إلخ ونحن نقتلهم يومياً. - تأخرنا لأننا وضعنا الكتب على الرفوف ورفعنا بعضها ومنعنا كتابها من دخول أراضينا، لنستبدلها بكتب «أسرار العلاقة الزوجية». - لأن هناك شيخا اقتطع من وقته الثمين ليحرّم مشاهدة «أم بي سي» للأطفال، ونسي أن هناك أطفالاً جياعاً ينامون في الشوارع في كل الدول العربية لو اهتم لشأنهم لتغيّرت أوضاعهم. - تخلفّنا لأننا ما زلنا ننظر للمرأة بأنها آلة لتفريغ الشهوات وتركناها دون إدراك بأنه لولاها لا يمكن أن نتقدم، فهي شريك الرجل في بناء المجتمع. - تأخرنا لأننا كما قال الراحل عبدالله القصيمي بأن «كل الأمم نزعت القداسة عن تراثها وعرضته للنقد إلا نحن، فمازالت خلافاتنا وصراعاتنا ومذابحنا وكل شيء فينا أسبابها تعود لـ1400 عام مضت». أكتفي بهذا لأنه لو فتحت لي مساحة أكبر للمقال لكتبت وكتبت، ولكن قبل ختام المقالة، رجعت إلى تغريدات شباب العرب حول نفس السؤال في «تويتر»، لأصدم من الإجابات وأكتشفت أن وضعنا سيظل هكذا إلى نهاية الدنيا على ما يبدو، ما زالوا يصرون على أن خلاصنا على يد مشايخ الدين بالفضائيات.