تحولت الدراسة في الكافيهات والمقاهي إلى ظاهرة كبيرة بين الأوساط الطلابية، حيث لا يكاد يخلو كافيه من بعض المجاميع الطلابية، وخصوصا في تلك القريبة من الحرم الجامعي، مع وجود بعض المدرسين الخصوصيين أحيانا، كما ان الكثير من الطلبة، يفضل الدراسة في المكتبات لتميزها بالهدوء وتوافر القاعات الدراسية.
وتباينت آراء الطلبة حول جدية الدراسة في الكافيهات، ومقارنتها بالدراسة في مكتبة جامعة الكويت، "الجريدة" حرصت على الاستماع الى آراء الطلبة وسلطت الضوء على هذه الظاهرة.بداية قال الطالب عبدالله الفيلكاوي، إن الدراسة الحقيقية والجادة تكون غالبا في المكتبة، خاصة أنها مهيأة بكل ما يحتاجه الطالب، من مراجع وقاعات دراسية وأجهزة الحاسوب، مؤكدا ان تركيز الطالب يزداد كلما زاد الهدوء، وبالإضافة إلى ذلك فالمكتبة قريبة جدا، مشيرا إلى أن الدراسة في الكافيهات، تعد إهدارا للوقت الثمين فالطالب بحاجة ماسة لاستغلال كل الوقت، موضحا أن كثرة خروج ودخول الزبائن، والمحادثات الجانبية تشتت الطالب.القرب من الكلياتمن جانبها، ذكرت الطالبة سارة العوضي، أن من مميزات مكتبة الجامعة هو قربها من كليات جامعة الكويت ومن مبنى أعضاء هيئة التدريس، وذلك من شأنه تسهيل عملية تواصل الطالب مع الدكتور، في حال الحاجة لأي توضيحات تخص المقرر الدراسي فالطالب لا يحتاج الى الكثير من الوقت للوصول لمكاتب أعضاء هيئة التدريس.ولفتت إلى أن منع إدخال المأكولات والمشروبات إلى المكتبة، من قبل الإدارة الجامعية هو ما يدفع الطالب إلى اللجوء الـ"كافيهات" فالطالب يقضي ساعات طويلة في المكتبة تصل أحيانا لأكثر من 5 ساعات، لذا "نرجو من الإدارة الجامعية السماح للطلبة بإدخال المأكولات الخفيفة للمكتبة".المكتبات العالميةومن جانبه، أكد الطالب جاسم الملا أن هدوء مكتبة الطب، يجبره على الدراسة فيها رغم أنه طالب في كلية الهندسة والبترول، قائلا "أحرص على المكان الأكثر هدوءا"، مبينا أن مكتبة الجامعة بحاجة إلى فرض الهدوء على الطلبة، والحرص على منع الأحاديث الجانبية، ففي المكتبات العالمية يؤخذ الإزعاج على محمل الجد ولا يسمح به نهائيا، لذا "نتمنى التشديد على هذه النقطة في مكتباتنا".وأشار إلى ضرورة السماح بفتح المكتبة لأطول وقت ممكن، ليتسنى للطالب المذاكرة.وأشارت الطالبة هديل الفريشي إلى أن هدوء المكتبة يساعد على زيادة التركيز، لافتة إلى أن المكتبة قريبة من قاعات الدراسة، مما يوفر الكثير من الوقت على الطالب، مشددة على ضرورة زيادة أعداد الطاولات وذلك للسماح للعديد من الطلبة الدراسة فيها فعلى الرغم من كبر حجم مبنى المكتبة، إلا أن أعداد الطلبة في زيادة مستمرة"، موضحة أهمية تطويرها بشكل دوري.وقالت الطالبة دانة الكندري، "إن المكتبة هي الحل الأمثل فأنا أفضلها دائما في حال العمل على أحد المشاريع أو في حال العمل على "برزنتيشن" مع مجموعة من الطلبة"، مبينة أن ضيق المساحة هو أهم ما يؤثر على دراستها في المكتبة فما ان تكتظ المكتبة بالطلاب، حتى تفقد تركيزها وتلجأ إلى مكان آخر للدراسة.وأوضح الطالب محمود أحمد، أن قرب الـ"كافيهات" قد يكون السبب الأساسي في زيادة مرتاديها من الطلبة، مبينا أن على المكتبة زيادة عدد الأماكن المخصصة للشباب، حتى يتسنى لأكبر عدد منهم الدراسة فيها "وفي حال تطبيق قانون منع الاختلاط، يجب توفير المباني في المقابل، وهذا ما تفتقر اليه جامعة الكويت"، موضحا أن القانون فرض سلبياته الكثيرة على الطلبة.المدرس الخصوصيمن جانبها، أكدت الطالبة تحرير الزويد، أن وجود المدرسين الخصوصيين في حياة الطالب الجامعي هو ما يدفعه غالبا للدراسة في الـ"كافيهات"، "إذ انني أفضل التواجد مع المدرس الخصوصي خارج المنزل، والكافيهات هي أفضل اختيار"، مشيرة إلى استحالة أخذ الدروس الخصوصية في المكتبة، لما يسببه ذلك من إزعاج لزملائها الطلبة.ورأى الطالب محمد محمود، أن الدراسة تحتاج إلى تغيير المكان أحيانا، وليس هناك ما يمنع تجربة الدراسة في الـ"كافيهات"، فالدراسة تحتاج للمرونة، وتغيير الروتين ضروري جدا"، مبينا أن مكتبة الجامعة تحتاج إلى المزيد من الرعاية من قبل الإدارة الجامعية، خاصة في موضوع زيادة أعداد أجهزة الحاسب الآلي التي يتكدس حولها الطلبة في أدوار أحيانا للبحث عن بعض المراجع.
محليات - أكاديميا
طلاب الجامعة... وظاهرة الدراسة في «الكافيهات»
11-10-2012