أول العمود:

Ad

استحضر هذه الكلمة قبل أن تقول إنك تحب الكويت... «الإخلاص».

***

في الكويت نعيش في بيئة معلوماتية فقيرة جداً لا تعين على كشف مسار الأحداث خصوصاً مع الغليان السياسي الذي نعيشه اليوم.

فالحراك الشبابي، كلمة، تم تعويمها ضمن قاموس مفردات تطور الأحداث السياسية ذات الصلة بالعلاقة بين البرلمان والحكومة، بدءاً بحركة تغيير الدوائر «نبيها خمس» قبل سبع سنوات وصولاً بالمجاميع المتناثرة والمتنوعة المشارب، القريبة من التيارات السياسية المعروفة في المجتمع أو البعيدة عنها.

في ظني أن الوقت قد حان لخلق منبر لهذه الشريحة الواسعة، لا أن تقتصر على من يتصدرون التخطيط للحملات السياسية والإعلامية الشبابية أو تنظيم التظاهرات والمسيرات، وعندما نقصد الشريحة الأوسع نقصد الفئة العمرية من سن 20- 35 سنة، والتي تتجاوز أعدادهم حالياً الـ300 ألف نسمة بقليل بين ذكور وإناث للعام 2012. (المجموع الكلي للفئة المذكورة حسب أرقام هيئة المعلومات المدنية لسنة 2011 هو 280 ألفاً و460 نسمة مقسمون بين 109972 ذكور و170488 إناث).

ونقصد بفكرة منبر الشباب أن يكون دائماً وسنوياً تنظمه جهة أهلية تستشرف رؤاهم وتطلعاتهم في ظل التغييرات الكبيرة الحاصلة في العالم من جراء تواصلهم مع المجتمع الرقمي أو الشبكي، إن صح التعبير، بل من المفيد أن يبادر الشباب أنفسهم ببناء هذا المنبر وتشكيله، ورسم مساره، بهدف كشف تلك الأفكار والتطلعات أمام الرأي العام للتفاعل معه، ولتتعرف الأجهزة الرسمية على تلك التطلعات في جو من الشفافية والوضوح.

فائدة هذا المنبر أنه يعمل على إيصال صوت الشباب بعيداً عن «اختلاط أصوات الساحات»، وتباين الأجندات بينهم وبين القوى السياسية التي تطمح إلى عضوية البرلمان أو أي مآرب أخرى، فمن حق الناس أن تتعرف على الوجوه الشابة دون وسطاء لتعرف منطقهم واهتماماتهم ورأيهم الواضح في طريقة إدارة البلد.

فمن المؤسف أن تنشغل هذه الفئة لمدة طويلة في الوجود في الساحات وتنظيم المظاهرات التي يبدو أنها أنهكت الجميع، وتطورت لتنتج مظاهر للعنف غير المبرر في بلد فيه من السعة للجلوس على طاولة الحوار.

للشباب علينا حق وواجب الاستماع إليهم وتنفيذ تطلعاتهم طالما لا تتعارض مع نظام عام أو دستور وقانون، وتجاهلهم لن يجني فائدة لمتخذي القرار في البلد، فشباب الكويت يعيشون على أرضها لكنهم يتواصلون مع ملايين المواقع الإلكترونية، وشبكات التعبير الرقمية المنتشرة في بقاع العالم على شاشات صغيرة يحملونها في جيوبهم، هم معنا جسدياً لكنهم يسافرون إلى أبعد بقعة في الأرض دون جواز سفر وبلا رقابة.

هم يختلطون إلكترونيا مع من يختلف معهم في الدين والحضارة والثقافة والبيئة المعيشية، ويتطلعون إلى تطبيق بعض تلك الأفكار في بلدهم... فهل من الذكاء ألا نتواصل معهم؟!