اغتيال «عقل المعلومات» في لبنان
• تفجير هائل في الأشرفية يقتل العميد وسام الحسن وآخرين
• الحريري: أتهم بشار حافظ الأسد ولن أسكت أبداً
• الحريري: أتهم بشار حافظ الأسد ولن أسكت أبداً
كانت بيروت أمس على موعد جديد مع التفجيرات الكبيرة، التي عادت بعد غياب عدة سنوات لتضرب منطقة الأشرفية المسيحية مستهدفة هذه المرة رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، الذي قضى مع عدد آخر من المواطنين قُدِّر بثمانية، في حين سقط نحو 100 جريح من المارة وسكان المنطقة.ووقع التفجير بواسطة عبوة زُرِعت في سيارة، في شارع قريب من ساحة ساسين عند حوالي الساعة الثانية وأربعين دقيقة بعد ظهر أمس، أي في ساعة الذروة التي تصادف خروج التلاميذ من المدارس، ليدوّي صوته في أرجاء العاصمة وضواحيها، حيث هرعت سيارات الإسعاف والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام إلى المنطقة، التي أصابها دمار هائل، علماً بأن زنة العبوة قُدِّرت بنحو 30 كلغ من المواد شديدة التفجير.
ويعتبر الحسن (سني من شمال لبنان) العقل الأساسي لشعبة المعلومات في وزارة الداخلية اللبنانية، التي تمكّنت من كشف العديد من الجرائم، فضلاً عن ضبط عدد كبير من العملاء لإسرائيل، بينما تعتبر قريبة لقوى "14 آذار" وخصماً لقوى "8 آذار".وكشفت شعبة المعلومات في شهر أغسطس الماضي، مخططاً تفجيرياً كان ينوي الوزير السابق ميشال سماحة، المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد تنفيذه، بحسب ما أظهرت التحقيقات في القضية.وأفادت مصادر إعلامية بأن الحسن، البالغ من العمر 43 عاماً، والذي كان مقرباً من رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، كان خارج لبنان، وقد عاد إلى البلاد ليل الخميس/ الجمعة. وبينما دانت مختلف القوى اللبنانية التفجير، اتهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الأسد بتنفيذه، إذ قال: "أتهم بشار حافظ الأسد باغتيال وسام الحسن، والشعب اللبناني لن يسكت على هذه الجريمة، وأنا سعد رفيق الحريري لن أسكت عنها أبداً". وأضاف أن الحسن كشف مخطط نظام الأسد عبر سماحة، لافتاً إلى أن "اغتيال الحسن مكشوف كوضح النهار".كذلك، اتهم رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الأسد، قائلاً إنه "أحرق سورية ويريد أن يحرق المحيط".إلى ذلك، ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً أمنياً في السراي الحكومي أمس، حيث جرى التباحث في المعلومات المتوافرة حول التفجير وكيفية تشديد الإجراءات الأمنية، في حين تمّ إعلان اليوم يوم حداد وطني تُنكّس فيه الأعلام وتقفل المؤسسات العامة وتعدّل البرامج الإعلامية.وفور انتشار نبأ اغتيال الحسن، نزل مئات الشبان الغاضبين إلى الشوارع في مختلف المناطق اللبنانية، حيث عمدوا إلى قطع الطرقات بالإطارات المشتعلة.وقطع أهالي منطقة عكار الطرق في حلبا والبيرة والعبدة، وسط غضب عارم وإطلاق كثيف للنيران في الهواء. كما أُقفل أوتوستراد البداوي بالإطارات المشتعلة، في حين سُمع إطلاق نار في منطقة الملولة في باب التبانة.كذلك، قُطع طريق الجنوب عند مدخل صيدا الشمالي، في حين أُقفل طريقا البربير- كورنيش المزرعة والمدينة الرياضية في بيروت بالإطارات المشتعلة. كما تمّ إقفال طريق برالياس في البقاع.