تؤكّد الممثلة ألين لحود أن كلا الدورين الدرامي والكوميدي يتركان بصمة لدى الجمهور، إلا أنها تعتبر أن الكوميديا أصعب، إذ  من السهل إبكاء الجمهور العربي فهو عاطفي بطبيعته ودمعته سخية، فيما تتطلب الكوميديا مجهودًا أكبر لانتزاع الضحكة منه، تقول: {لا أقصد هنا كوميديا المهزلة والنكات، إنما الضحكة التي يخرجها الممثل من صميم المشاهد وتحمل رسالة معينة في إطار مهضوم وخفيف. في لبنان كوميديون حقيقيون  لا يحتاجون إلى حركات بهلوانية وحديث مبتذل لإضحاك الجمهور، لكنهم للأسف قلة».   

Ad

لحود التي أدت أدواراً درامية وبعض الأدوار الكوميدية تؤكد أن الجمهور أحبها  في كليهما وتضيف: «قدمت مثلا مسلسل «عندما يبكي التراب» (عرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال) من كتابة طوني شمعون، إخراج إيلي معلوف وإنتاجه، وأديت فيه دورًا جديدًا، تمحور حول ابنة رجل غني تفكيره تقليدي ويريد أن تكمل ابنته مسيرته في الحياة، فيما تسعى هي إلى شقّ طريقها بنفسها وتطوير موهبتها في تصميم الأزياء والانطلاق فيها، فتقرر مغادرة المنزل ما يؤدي إلى مواجهات وأحداث. حاز هذا الدور على إعجاب الناس بقدر الأدوار الكوميدية التي قدمتها، ومن هنا أرى أن حرفية الممثل تحتلّ المرتبة الأولى في التأثير بالناس».

قدرات تمثيلية

«المشاهد يتأثر عندما تكون للممثل ثقة بقدراته التمثيلية التي تخوله منح الشخصية التي يجسّدها أبعاداً جديدة وترجمة تناقضات مشاعرها، درامية كانت أم كوميدية»، يوضح الممثل اللبناني جورج خبّاز الذي يؤكّد أن الدور الدرامي يحتاج إلى الجهد نفسه الذي يستنفده الدور الكوميدي، يقول: {يبقى الممثل ممثلا حيثما حلّ، فلا تكمن الأهمية في طبيعة الدور (كوميدي، تراجيدي، رومنسي)، بل في الموقف الذي يجب أن أؤديه بطريقة صحيحة، لذلك قدم ممثلون كبار أمثال شارلي شابلن وعادل إمام ودريد لحام الكوميديا والتراجيديا على حد سواء. بالنسبة إليّ، أسعى إلى الإضافة إلى رصيدي الفني وإظهار نوعية أخرى من التمثيل في لبنان».

يرى أن للدراما خصوصية معينة وهي صعبة على صعيد ترجمة الأحاسيس، لكنها ليست أصعب من الكوميديا الهادفة والراقية التي يقدمها الممثل وتتطلب مسؤولية وحنكة حسب رأيه.

يضيف: «لا شك في أن الناس أحبوني في الكوميديا وحققت انتشاراً من خلالها، ومع أن الممثل الكوميدي ليس مضطراً إلى أداء أدوار مركبة مفاجئة لجمهوره، إلا أنني أحرص شخصياً على أداء هذه الأدوار وأسعى إلى إبراز قدرات معينة أملكها، وهذا ما حصل في مسلسل «القناع».

يفتخر خباز  بالأعمال غير الكوميدية التي قدمها، وقد أضاف اختياره الأدوار بعناية الكثير إلى رصيده التمثيلي، منذ مسلسل «العاصفة تهب مرتين» مروراً

بـ «طالبين القرب» وصولاً إلى «إلى يارا» الذي نال عنه جائزة «موركس دور» (2010). كذلك يفتخر بدوريه في الفيلمين التلفزيونيين «مروان» و{يومًا ما».

موهبة وعفوية

تؤكد الممثلة ليليان نمري أن التأثير بالمشاهد قد يكون من خلال الدورين الدرامي والكوميدي على حدّ سواء، في حال كان الممثل يتمتع فعلا بموهبة وعفوية بعيداً عن التصنع والتفلسف، ولطالما تساءلت عن السبب الأساسي لحبّ الجمهور لها ولقدرتها على  إضحاكه من خلال الأدوار التي أدتها خلال مسيرتها المهنية، وتقول في حديث لها: «ينعم الله على كل شخص بجاذبية وموهبة عليه أن يستخدمهما في المكان المناسب، ونجاحي واستمراريتي هما نعمة من الله».

 تضيف: «لا يستطيع الممثل تحقيق أهدافه إذا لم يتمتع بالموهبة التي ينعم عليه بها ربه، في المقابل ثمة  ممثلون يبذلون مجهوداً لإضحاك الجمهور بينما أنا أملك موهبة بالفطرة ولا أبالغ في تقديم الشخصية كما يفعل بعض الفنانين لدرجة الهبل».