ستنتهي مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي بالفشل الذريع كما انتهت مبادرة الجامعة العربية وكما كان مصير خطة كوفي أنان، والأفضل للمبعوث العربي والدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي أن يكتفي من الغنيمة بالإياب، وألا يخوض هذه التجربة المرة، ثم وأنْ تصبح إيران جزءاً من الحل بينما هي أساس المشكلة فإن هذا سيعقد هذه الأزمة أكثر مما هي معقدة، وإن هذا سيعزز تدخل الإيرانيين بالأموال وبالسلاح وبالمقاتلين في الشؤون الداخلية السورية أكثر مما هي معززة.
قبل أن تُدعى إيران لتكون عضواً في هذه اللجنة الرباعية، التي تضم أيضاً مصر وتركيا والمملكة العربية السعودية، كان يجب أن يطلب منها أن "تكفَّ شرَّها" عن الشعب السوري، وأن تعلن على الملأ لا في الغرف المغلقة أنها مع الحلِّ الذي يضمن تنحي بشار الاسد ورحيله، أما أن يتم إجلاسها وراء طاولة "المساعي الخيرة" وحراس ثورتها يواصلون ذبح الشعب السوري في حلب وفي دمشق وفي كل المناطق السورية وهي لاتزال تتمسك ببقاء هذا النظام وخروجه من هذه المعركة الفاصلة منتصراً، فإن هذا ليس غير جائز فقط، بل هو أيضاً جريمة لا تغتفر.غير معروفٍ لماذا جرى تشكيل لجنة المتابعة هذه على هذا النحو ومن هذه الدول الأربع، مصر والمملكة العربية السعودية وإيران وتركيا، فهل تم الاعتراف بالجمهورية الخمينية كلاعب رئيسي في المنطقة، وبالتالي فإن من حقها أن تتدخل كل هذا التدخل في سورية وفي العراق وفي لبنان واليمن وفي القضية الفلسطينية وأيضاً في منطقة الخليج العربي كلها، ثم ما هي الحكمة في أن توضع هي وتركيا على قدم المساواة، وذلك مع أن الإيرانيين يقفون إلى جانب نظام الأسد ويشاركون في ذبح الشعب السوري بينما يقف الأتراك مع هذا الشعب ويدعمونه في الجوانب الإنسانية وفي ما هو ممكن.كانت روسيا الملطخة يداها بدماء الأطفال السوريين قد بذلت جهوداً محمومة لإدخال إيران الى معادلة الحل بينما هي جزءٌ رئيسي من المشكلة، وكانت ومعها كوفي أنان "الله يسهِّل عليه" قد حاولت دعوة الإيرانيين الى مؤتمر جنيف الأخير، لكن الأبواب كلها بقيت موصدة أمام كل هذه المحاولات، ولذلك فإن السؤال الذي يطرح الآن هو: وما الذي استجد يا ترى حتى يتحول كل هذا الرفض إلى قبول بينما المواقف الإيرانية لاتزال على ما هي عليه وبينما كان الولي الفقيه علي خامنئي قد أكد قبل أيام قليلة على أن بلاده ستبقى تقف الى جانب بشار الاسد وأنها لن تسمح بإزالته وانهياره..؟!ستفشل مبادرة الرئيس محمد مرسي هذه بالتأكيد بل أنها في حقيقة الأمر قد ولدت ميتة.. ثم ما هي الحكمة في أن يكون هناك دخول على هذا الخط وبهذه الطريقة طالما أن الأخضر الإبراهيمي لم يكد يبدأ مهمته التي كلف بها كمبعوث دولي وعربي وكخلف للمبعوث السابق كوفي أنان الذي كان حاول هو بدوره إدخال الإيرانيين من خرم إبرة الوساطات العربية والدولية لكن محاولاته قد باءت بالفشل الذريع؟. ربما أن الرئيس محمد مرسي قد بادر الى هذا الذي بادر إليه لتلميع نفسه اولاً وثانياً للتأكيد على أن مصر قد استعادت بعد مجيئه رئيساً لها دورها الذي فقدته في آخر مراحل حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وفي المرحلة الانتقالية التي أعقبت تنحيه ورحيله وحقيقة، ان من حقه ان يكون دافعه هو هذا الدافع لكن ومع ذلك فقد كان عليه وعلى غيره عدم الانفتاح على إيران بهذه الطريقة طالما أنها لم تتخلَّ عن مواقفها من الأزمة السورية المتفاقمة ولو بمقدار قيد أنملة كما يقال وطالما أنها لا تزال تضع نظام بشار الاسد في حدقة العين وطالما أن حراس ثورتها مستمرون في ذبح الشعب السوري وفي كل المدن والمناطق السورية.
أخر كلام
مبادرة فاشلة وولدت ميتة!
12-09-2012