متى نُعالج ارتفاع ضغط الدم؟

نشر في 30-09-2012 | 00:01
آخر تحديث 30-09-2012 | 00:01
تؤدي المخاطر القلبية الوعائية الطويلة الأمد دوراً بارزاً في قرارات مهمة، مثل: متى يكون من الضروري معالجة ارتفاع ضغط الدم؟

ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر الرئيسة في المشاكل القلبية الوعائية، إذ يدفع القلب إلى الضخ بقوة أكبر، ما يجعله أكثر سماكة وأقل فاعلية بمرور الوقت. كذلك يُلحق ارتفاع ضغط الدم الضرر ببطانة الشرايين، ما يسبب تراكم الصفيحات في أماكن جديدة ويُفاقم خطر الإصابة بنوبة قلبية، قصور في القلب أو الكليتين، أو سكتة دماغية.

لكن مخاطر ارتفاع ضغط الدم البسيط (أو ما يدعوه الأطباء ارتفاع ضغط الدم الأولي prehypertension) ليست على القدر ذاته من الوضوح. فلا يمكن تحديد ضغط الدم المثالي بدقة. نتيجة لذلك، لا يعرف الأطباء متى تصبح أدوية خفض ضغط الدم مفيدة ومتى يجب البدء بتناولها.

يذكر الدكتور ديباك بهات، رئيس قسم أمراض القلب في مجموعة VA Boston Health System وبروفسور في كلية الطب في هارفارد: «نُلاحظ مجموعة من المخاطر. ما من نقطة محددة يتحوّل عندها ضغط الدم من جيد إلى سيئ. فعندما يسجّل ضغط الدم 130 مليمتر زئبق، يُعتبر أسوأ من 120 مليمتراً وأفضل من 140 مليمتراً».

لارتفاع ضغط الدم تأثيرات سلبية كثيرة. فلا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الشرايين والأوعية الدموية فحسب، جاعلاً إياها أضيق وأكثر صلابة، بل يلحق أيضاً الأذى بالقلب، الدماغ، العينين، والكليتين، التي تُعتبر عادةً «الأعضاء التي يستهدفها ضغط الدم المرتفع».

ضرورة تناول الأدوية

تبيّن للأطباء أن الأدوية تحد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية عندما يتخطى ضغط الدم 160 مليمتر زئبق. ولكن عندما يُقارب ضغط الدم 140 مليمتراً، لا تعود المخاطر وفوائد الأدوية جلية إلى هذا الحد. يذكر الدكتور بهات: «هل يجب البدء بتناول الأدوية في هذه الحالة؟ لم تظهر الدراسات أي فوائد. وقد يكون تبديل نمط الحياة أفضل».

كي يتمكن الأطباء من تحديد متى تصبح الأدوية المخفضة للضغط فاعلة في حالة كل فرد، بدأوا يأخذون في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. يقوم هذا المفهوم، الذي يُدعى «المخاطر القلبية الوعائية الطويلة الأمد»، على افتراض أن ضرر عوامل الخطر هذه يتراكم، وقد يصبح كبيراً جداً بمرور الوقت. لذلك، قد يستفيد مَن يعانون «مخاطر قلبية وعائية طويلة الأمد» عالية من خفض ضغط دمهم، حتى إن كان ارتفاعه طفيفاً.

طوال سنوات، نصح الأطباء مَن شُخِّصت حديثاً إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بتبديل نمط حياتهم لبضعة أشهر قبل البدء بتناول (ببطء) أحد أدوية ارتفاع ضغط الدم. وعليهم أن يزيدوا الجرعة تدريجاً إلى أن ينخفض الضغط إلى معدله المناسب. وقد تمرّ أحياناً سنتان أو ثلاث قبل بلوغ النظام الملائم للمريض.

أما اليوم، فيبادر الأطباء إلى إعطاء المريض الأدوية باكراً، ينصحونه أحيانًا بتناول أكثر من دواء. أظهرت الأبحاث أن جرعات أقل من دوائين قد تكون أكثر فاعلية من جرعة كبيرة من دواء واحد، ولها تأثيرات سلبية أقل. يوضح الدكتور بهات: «أدركنا أخيراً أن تغيير نمط الحياة لا ينجح عادةً، وتستمر معاناة المريض مع مخاطر ارتفاع ضغط الدم، فيما نحاول ضبطه».

ما نجهله

صحيح أن بعض علاجات ارتفاع ضغط الدم في تطور متواصل، إلا أن بعض المسائل ما زال من دون حل، من بينها:

• هل يجب إعطاء أدوية لضبط ضغط الدم لمن يعانون داء السكري، متلازمة أيضية، مرضاً قلبياً وعائياً، أو مشاكل في الكليتين، إن كان ضغط دمهم أقل من 160 مليمتر زئبق؟

• ما هو المعدل المثالي لضغط الدم في حالة مَن يعانون داء السكري أو مشاكل في الكليتين؟

• هل يؤدي إعطاء المريض أدوية مخفضة لضغط الدم في مرحلة معينة إلى النتائج المرجوة؟

• هل يحسّن خفض ضغط الدم إلى معدل محدد صحة المريض؟ وكم يجب خفضه؟

• ما هو تأثير مزيج ما من الأدوية في الصحة؟

back to top