"ملعون أبو الإخوان" هكذا علناً ومباشرة أو "وش" كما يقول شباب "اليومين دول"، فرفض الإخوان وسبهم هما جواز المرور لأي حديث، وبداية أي كلام، والبعض يذكره من باب الاحتياط قبل الدخول في موضوع المناقشة، بل أصبح رفض الإخوان شهادة وطنية وصك غفران ودليل مدنية!! هكذا للأسف يتصور ويتوهم الكثيرون من الكتّاب والإعلاميين وفرسان الأحزاب ورجال السياسة!! "إيه الحكاية"؟!
الحكاية ببساطة شديدة أن الفاشلين (لم ينجحوا) في انتخابات الجولة الأولى للرئاسة وبعض أتباعهم، مازالوا غير مصدقين لما حدث، ويرون أنفسهم الأجدر والأحق بالرئاسة، وينظرون للرئيس مرسي نظرة عدم تقدير وسخرية، فماذا يفعلون وهذا هو اختيار الشعب؟ "مضطرين لقبوله على مضض كي لا يفضح كفرهم بالديمقراطية". أخذوا يهاجمونه من خلال مهاجمة الإخوان والصراخ والعويل ولطم الخدود وما أكثر نادبيهم وبكّائيهم، الإخوان يسعون إلى "التكويش؛ أخونة الحكومة؛ الإخوان يحاربون الفن؛ تدمير السياحة؛ لا دستور مع الإخوان... إلخ".صراخ وصخب لا ينتهي وأين الحقيقة؟ لجنة الدستور فيها من ممثلي التيارات المدنية والليبرالية نفس عدد ممثلي التيارات الدينية تقريبا، وعدد وزراء الإخوان أقل من ربع عدد الوزراء، والإخوان لديهم قناة فضائية واحدة أمام أكثر من 15 قناة فضائية، ولم يصدر– إلى الآن- قرار وزاري أو رئاسي واحد يؤيد ما يزعمون، ولكنها فقط تخيلات وأوهام في رؤوسهم تصل إلى درجة اليقين والإيمان الذي لا يتزعزع.من التكرار التذكير بأنني لم أكن يوما منتميا إلى الإخوان ولن يحدث، ولكن غباء البعض في الهجوم عليهم وعدائهم والفجور في هذا العداء والاتهامات المتكررة والمتتالية بالحق مرة وبالباطل مرات ستجعل الكثيرين يتصدون للدفاع عن الدولة ومؤسساتها واستقرارها، وليس عن الإخوان، فلا ذنب المدافعين ولا جريمتهم أن الإخوان هم من تولوا الرئاسة. قليل من التعقل في الاتهام والادعاء، فلا يعقل أن الإخوان كلهم شياطين وغيرهم ملائكة، فهل الوحي لا يهبط إلا على من يدعون "زورا وبهتانا" الليبرالية؟ وهل إبليس هو رسول الإخوان للشعب المصري وغيرهم سيرسل جبريل؟ وهل مطلوب أن نصدق أن مرشحي الرئاسة الفاشلين لا يتحدثون إلا صدقا ولا ينطقون إلا عدلا والرئيس المنتخب يهذي صباح مساء.... هل يعقل هذا؟ وهل يصح أن نرفض أية كلمة أو قرار يصدره الرئيس لا لشيء إلا لأن الرئيس هو من أصدره؟ الرئيس الذي سقطوا أمامه ولا أدري هل يعاقبون الرئيس؟ أم يعاقبون الشعب الذي اختاره؟ والحقيقة أنهم هم– وهم وحدهم- المستحقون للعقاب، فلولا مطامعهم الشخصية وأحلامهم الذاتية وأنانيتهم ونرجسيتهم لما وصلنا إلى ما نحن فيه. فاتقوا الله في مصر وشعبها قبل الرئيس وجماعته. كلمة أخيرة للعقلاء من منتقدي الرئيس والمتعجلين للإصلاح والمتسائلين متى تعود مصر؟ أقول تمهلوا قليلا فالخير قادم إن شاء الله، ولنلتف جميعا حول من اختاره الشعب لكي يمكننا البناء، فلا يمكن البناء وهناك من يسعى إلى الهدم.متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدملو ألف بان خلفهم هادم كفى فكيف ببان خلفه ألف هادم***"لا يشكر الله من لا يشكر الناس" بعد نجاح العملية الجراحية الطارئة لنجلي "حسين" والتي تمت بفضل الله تعالى في مستشفى مبارك، أتوجه بالشكر الجزيل والعرفان والتقدير إلى جميع العاملين بوحدة (د) جراحة رجال جناح 16 من رئيس القسم والزملاء الأطباء الاختصاصيين والنواب والممرضين والعمال، فللجميع الشكر والمحبة و"ما تشوفون شر إن شاء الله".
مقالات
الشياطين و«الإخوان»
05-10-2012