حتى تستقيم الأمور!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ولعل ما يجعل بروز مثل هذه التيارات الثلاثة سواء في الأردن أم الكويت ضرورة لها الأولوية لوجود فوضى سياسية ضاربة أطنابها قد تدفع الأمور نحو مزيد من العنف الاجتماعي الأهوج، ولغياب البرامج الاقتصادية والسياسية التي غدا وجودها أكثر إلحاحاً وقد مرَّ عامان على ما يسمى "الربيع العربي"، كما دخلت هذه التجربة في تونس ومصر مساراً خطيراً إن لم تتم عقلنة الصراعات المحتدمة حالياً بين الإخوان المسلمين والاتجاهات المدنية، الليبرالية والعلمانية، بسرعة.لم يعد الناس، سواء في الأردن أم في الكويت، يستسيغون هذه "الحراكات" وهذه "التظاهرات"، التي بقيت متواصلة على مدى نحو عامين مع انكماشٍ واضح بات يقترب من حدود التلاشي، وقد ملَّ الأردنيون والكويتيون بغالبيتهم كل هذه الشعارات التي يسمعونها بلا تبديل ولا تغيير على مدى كلِّ هذه الفترة، ولهذا فإنه لابد من وقفة سريعة عند هذا المنعطف الذي ستكون بعده الهاوية إن لم تتم مثل هذه المراجعة وإنْ لم تكن هناك مبادرة جادة لـ"عقلنة" الأمور بسرعة حتى تستقيم الأوضاع.الآن أصبحت تجربة "الربيع العربي" في مصر وفي تونس تسير على حدِّ السيف، وباتت هناك مخاوف فعلية من أن تغرق هذه التحولات الضرورية والعظيمة وهذه التجربة الواعدة في العنف المدمر وأن تنحرف عن مسارها المفترض، ولذلك رغم الفوارق الكثيرة بين الحالتين المصرية والتونسية والحالتين الأردنية والكويتية فإن من غير الجائز أن يستمر كل هذا التشرذم الحزبي وبخاصة في الأردن. إن كل هذا "الازدحام" يعوق الحركة بالفعل والمطلوب الآن، وقد أصبحت الانتخابات البرلمانية على الأبواب، أنْ تبدأ عملية الاستقطاب ليصبح بالإمكان ظهور هذه التيارات الثلاثة الآنفة الذكر في أقرب فترة ممكنة.