قصفت طائرات حربية سورية أمس معصرة زيتون غرب مدينة إدلب شمال غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً واصابة 50 آخرين في وقت أعلن "الجيش السوري الحر" سيطرته على كتيبة الدفاع الجوي قرب السفيرة في حلب واسقاطه مروحية في ريف حلب مستخدماً للمرة الأولى صاروخ جو أرض مضاد للطائرات، في خطوة جديدة تضاف الى الانجازات الميدانية المتصاعدة للثوار.

Ad

وقالت "لجان التنسيق المحلية" إن "قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة ادت الى سقوط عشرين شهيدا وعشرات الجرحى جراء غارة جوية من الطيران الحربي على معصرة زيتون". وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، تعرضت مدينة معرة النعمان في ريف إدلب التي يسيطر عليها الثوار لقصف من طائرة حربية قتل فيه خمسة مقاتلين، في وقت تستمر منذ أمس الأول الاشتباكات العنيفة عند المدخل الجنوبي للمدينة التي تحاول القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد استعادة السيطرة عليها. كما طال القصف، بحسب المرصد، بلدات كفرتخاريم ومعر شمشة وكفرومة وجدرايا وبكفلون.

الى ذلك، قتل عنصران في الشرطة العسكرية السورية في انفجار سيارة مفخخة عند حاجز للشرطة في منطقة عرطوز في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان "تأكد مقتل عنصرين من الشرطة العسكرية اثر تفجير رجل سيارة مفخخة بحاجز للقوات النظامية في منطقة عرطوز"، وتبع الانفجار "اطلاق رصاص كثيف واشتباكات عنيفة" بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية.

من جهة ثانية، افاد المرصد عن حشد القوات النظامية السورية تعزيزات في منطقة البساتين الواقعة بين كفرسوسة في غرب دمشق وداريا القريبة من العاصمة والتي تستمر الاشتباكات العنيفة في محيطها منذ ايام.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان "الجيش الحر دمر في الاشتباكات ثماني دبابات وغنم واحدة، وان الاشتباكات تتزامن مع قصف شديد من طائرات الميغ والدخان الأبيض يملأ سماء المدينة بسببها".

وذكر المرصد ان اشتباكات وقعت ايضا في مدينة حرستا في ريف دمشق، فيما تعرضت بلدات ببيلا والمعضمية وداريا والحجيرة والغوطة الشرقية والزبداني لقصف مصدره القوات النظامية، اسفر عن سقوط قتلى وجرحى ودمار في بعض المنازل. ونقل المرصد عن ناشطين انه تم العثور على جثامين ستة رجال في بلدة الدحاديل في ريف دمشق "اعدموا ميدانيا برصاص القوات النظامية".

في دمشق، تعرض حي الحجر الاسود في جنوب المدينة لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي افاد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور.

طوكيو

في سياق آخر، وسعت اليابان أمس قائمة اهداف النظام السوري التي تطالها عقوبات، قبل ثلاثة ايام من استضافة طوكيو لاجتماع مجموعة "اصدقاء الشعب السوري" الذي يرمي الى زيادة الضغط على دمشق.

ميدفيديف

الى ذلك، أشار رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إلى أن "روسيا لا تسعى إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد مهما كلف الأمر"، لافتاً إلى انه "لا توجد لدينا علاقات خاصة مع الأسد، كما كانت للاتحاد السوفياتي مع والده، فمثل هذه العلاقات غير موجودة حالياً".

وفي مؤتمر صحافي عقده في باريس مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت، أكد مدفيديف أن "العلاقات بين موسكو ودمشق هي علاقات عملية اعتيادية"، لافتاً إلى انها "لا تدخل ضمن مهامنا مسألة مساندة مثل هذه الأنظمة"، مشيراً إلى ان "روسيا، على النقيض من شركائها الأجانب ومن ضمنهم فرنسا، تعتقد بأن تسوية النزاع في سورية يجب ان تتحقق على أيدي السوريين أنفسهم"، قائلاً: "لا نعتبر التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ذات السيادة خطوة صائبة، حتى لو كانت لدينا تساؤلات بشأن مراعاة حقوق الإنسان". كما زعم أن "سفك الدماء في سورية تتحمله السلطات السورية والمعارضة على حد سواء"، لافتاً إلى ان "مهمتنا تكمن في إقناعهم بالجلوس حول طاولة الحوار وإجبارهم على الاتفاق، ليس بخصوص مستقبل الأسد، بل بشأن مستقبل الشعب السوري المتعدد الطوائف والمذاهب".

(دمشق، باريس ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)