ويندوز فون 8: منافسة ذكية أم مسار خاطئ؟

انطلقت في الأسبوع الماضي آخر جهود مايكروسوفت الهادفة الى شق طريقها الى سوق الهواتف الذكية في الولايات المتحدة وذلك عندما طرحت أول أجهزة ويندوز فون 8 للبيع.

وتجدر الإشارة الى أن شركة البرامج العملاقة هذه ومنذ اطلاقها لجهاز ويندوز فون 7 قبل سنتين أنفقت مئات الملايين من الدولارات على تطوير وتسويق نظام التشغيل في هواتفها الجوالة ولكن بقدر قليل من النجاح.

وقد تكون مايكروسوفت في بعض الجوانب تسير في الاتجاه الخطأ لأن مبيعاتها من الهواتف الذكية تتقدم بصورة بطيئة فيما تنمو بقية السوق بسرعة أكبر كثيراً. كما أن حصة هذه الشركة من سوق الهواتف الذكية هبطت الى 3.6 في المئة فقط خلال شهر سبتمبر الماضي – أي مايقارب ثلث حصتها قبل شهر من اطلاق ويندوز فون.

ومن المفارقة أن هذا المنتج رائع حقاً، وقد أشاد معظم مستعرضيه بسطحه البيني المبتكر كما أحبته القلة النسبية التي استخدمته. وجهاز ويندوز فون 8 أفضل حتى من سابقه وهو يوفر طائفة من التحسينات مقارنة بسابقه ويشتمل على جوانب جديدة تنافس تلك الموجودة في "آيفون" أو أجهزة أندرويد. ولكن على الرغم من ذلك فإن قلة من متسوقي الهواتف ترغب في التخلي عن "آيفون" و"أندرويد".

وتقول "مايكروسوفت" إنها ترغب في توخي الصبر الشديد، وفي مقراتها في واشنطن تبدو قصة ويندوز فون مشابهة الى حد كبير لقصة "اكسبوكس" التي خسرت الكثير من المال وأمضت معظم العقد وهي غارقة في المركز الثالث بعد نينتندو وسوني. وكانت اكسبوكس ظهرت في سنة 2001 ولكنها لم تتمكن من تحقيق أرباح حتى 2008.

وتأمل مايكروسوفت من خلال ويندوز فون تحقيق انجازات اكسبوكس، ويعتقد المحللون بامكانية بلوغها ذلك الهدف. وتتوقع مؤسسة المعلومات  الدولية -آي دي سي-  أن تتفوق أجهزة ويندوز فون على "آيفون" أبل بحلول سنة 2016 وكسب 19.2 في المئة من السوق.

ولكن كيف ستتمكن سلحفاة مايكروسوفت من اللحاق بأرانب الصناعة؟ سوف تحقق ذلك من خلال شراكات أجهزة قوية وتسويق دؤوب وروابط وثيقة مع ماركات مايكروسوفت الأكثر نجاحاً بما في ذلك سكايب ومايكروسوفت اوفيس. غير أن المشكلة دائماً مع مايكروسوفت تكمن في مسألة التنفيذ.

وفي كسب آخر لشركة مايكروسوفت سوف تكون أجهزة ويندوز فون متوافرة أيضاً ولأول مرة على شبكة فيريزون وهي أكبر ناقل لاسلكي في الولايات المتحدة وقد قبلت في الأسبوع الماضي طلبات مسبقة لأجهزة ويندوز فون 8 ونوكيا لومينا 822.

وقد لا تتمثل الدفعة الأكبر لويندوز فون في فيريزون أو نوكيا أو الأسعار المتدنية بل في ويندوز 8 التي يتوقع أن يتحول اليها مئات الملايين من المستخدمين خلال السنوات العديدة المقبلة كما أن النظام البيئي الجديد لشركة مايكروسوفت المشابه تماماً لويندوز فون 8 يجعلها أجهزة أكثر جاذبية.

وفي غضون ذلك سوف تعتمد مايكروسوفت لعبة الانتظار، ولديها المال والصبر لضخ المليارات في ويندوز فون بانتظار وصول لحظة اكسبوكس السحرية.     

(سي إن إن موني)