الردة إلى الدولة العشائرية
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
لم يبق في الكويت سوى إطار الدولة وأسماء وعناوين المؤسسات دون مضمون كما يريدها المتمردون، فأصحاب الصوت العالي من الجماعة أو الأغلبية المبطلة أو المعارضة لا يعترفون بسلطة قضائية ولا قانون ولا أحكام، يسقطون المؤسسات في الشارع، ويقتحمونها ولا يبالون، ويدينون من يشاؤون في الساحات، ويقررون نسخ القوانين، بل إلغاءها من على منابرهم الخاصة، يقولون لهم إن لرئيس الدولة حق إصدار مراسيم الضرورة فيردون: لن نسمح لك! يعرفونهم بأن الدستور والقانون يعاقب من يتعرض لذات سمو الأمير وصلاحياته فيصرخون: الحرية لسجين الرأي! لم يعد للقضاء قيمة لديهم ولا لقرارات رئيس الدولة احتراماً، وبدأت "كنتونات" المناطق السكنية المصممة عرقياً وطائفياً تتمرد على الدولة في مشهد يقربنا بسرعة من مشهد "بوسطة" عين الرمانة الذي نتوسل إلى الله أن يقينا منه ومن تداعياته.***من ضمن اقتراحات البعض للتصدي للأزمة الحالية أن يفتح الشيوخ دواوينهم ليستقبلوا الناس ويتلقوا عرائضهم ويلبوا حاجاتهم، وهو اقتراح "خزعبلي" سيردنا إلى نمط الدولة العشائرية، بينما نخوض حالياً معركة تثبيت دولة المؤسسات ومحاربة نهج فوضى إدارة الدولة من الشارع والساحات، ومساواة جميع الناس أمام القانون وأجهزة الدولة، فدفاعنا عن أسرة الصباح ليس إلا لكونها جزءاً من شرعية دولة المؤسسات المدنية الحديثة كما ينص الدستور، وامتداداً كذلك للبيعة التاريخية لهم من أهل الكويت.