«جيكا وإسلام»... شهيدا «الانقسام الشعبي»

نشر في 27-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 27-11-2012 | 00:01
No Image Caption
مصر عاشت يوماً حزيناً في وداع شابين من الثوار والإخوان
ساعة واحدة فرَّقت أمس الأول بين الإعلان الرسمي عن وفاة الشهيدين جابر صلاح وشهرته (جيكا) (17 عاماً)، وإسلام مسعود (15 عاماً)، اللذين سالت دماؤهما قرباناً على عتبة "الانقسام الشعبي" الذي بدأت بوادره في أحداث الاشتباكات في شارع محمد محمود، قرب وزارة الداخلية وفجره الإعلان الدستوري "سيئ السمعة"، بينما ينتمي كل منهما إلى فصيل، الأول من الثوار والثاني من جماعة "الإخوان المسلمين".

مشهد وداع الشهيدين كان حزيناً، بطريقة ليست عصية على فهم الساسة بالتأكيد، حيث جسَّد كل سوءات الانقسام السياسي في مصر، فقد شُيِّعا أمس، في جنازتين مهيبتين، كأنهما رفقاء سلاح، وبينما ظل "جيكا" نائماً على سرير الموت الإكلينيكي خمسة أيام، حيث أكد المشرفون على علاجه أنه تُوفي سريرياً، وأن توقف عضلة القلب "مسألة وقت"، وبعدها بقليل حملت الأنباء خبر وفاة "إسلام" دفاعاً عن أحد مقار حزب "الإخوان" في دمنهور، التابعة لمحافظة البحيرة (180 كلم شمال غربي القاهرة).

المسافة البعيدة بين حي عابدين في قلب العاصمة القاهرة، حيث كان يسكن "جيكا"، ومحل إقامة الشهيد "إسلام" بمدينة دمنهور، عبّرت عن اتساع الهوة بين الموقف السياسي للشهيدين، إذ أصيب "جيكا" منذ خمسة أيام برصاصة في الرأس في شارع محمد محمود، على خلفية الاحتجاجات التي نظمتها القوى الثورية، إحياء للذكرى الأولى لأحداث محمد محمود، بينما لقي إسلام حتفه على إثر ضربة بعصا غليظة (شومة) أثناء مشاركته في تأمين أحد مقار حزب "الحرية والعدالة" ضد هجمات رافضي "إعلان مرسي".

الانقسام كان سيد الموقف بين أصدقاء وأهل الشهيدين، محمد بدر، خال الشهيد إسلام قال إن نجل شقيقته ينتمي إلى الإخوان ومتدين، وانه يناضل للدفاع عن أعضاء جماعته، مضيفاً "الشهيد كتب على حسابه على فيسبوك قبل وفاته بأيام أفخر بأنني ابن الإخوان المسلمين"، بينما ودّع أهالي وأصدقاء "جيكا" فقيدهم بالدموع بعد خروجه من مشرحة زينهم، حيث امتدت مسيرته الجنائزية لتصل إلى شارع محمد محمود حيث قتل، وقال صلاح جابر، والد جيكا لـ"الجريدة": "الرئيس مرسي يقتل بنفس الأساليب القذرة للنظام السابق، ومش عارفين إذا كان هايسرق تقرير الطب الشرعي أم لا؟ حسبنا الله ونعم الوكيل".

back to top