حكاية من حكايات هذا الوطن جرت أحداثها بعد المحاولة الثانية لإعدام الحياة النيابية وكان بطلها فارساً من فرسان الجهراء. رجل من ذلك الزمن الجميل آمن بالدستور الذي أقسم على احترامه وذاد عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، فبادله الشعب الحب والاحترام.
رجل بسيط بأسلوبه كبير بعطائه بار بقسمه، وقف في مخفر الفيحاء بعد تطويق ديوانه واعتقاله، وأصر أنه لايزال عضواً في مجلس ٨٥ يمثل الأمة بأسرها فلم تتركه الأمة ليواجه مصيره وحيداً، وسارت الحشود التي ملأت الفيحاء مطالبة بإطلاق سراحه خلفه في موقف مهيب منادية «هذا انتصار ما صار، تسلم يا أحمد نصار».هي صفحة من صفحات نضال أهل الكويت التي سطرها الشعب بجميع فئاته لحماية دستور ٦٢، وما أكثر تلك القصص والعبر في تلك الحقبة المهمة التي أطلق عليها لاحقاً «دواوين الاثنين».وها نحن، وبعد مرور أكثر من عشرين سنة على ذلك الحراك الشعبي، نجد من يأتي اليوم محاولاً إعادة «استنساخ» تلك اللحظات، إلا أنه استبدل أولئك الأبطال من أمثال «أحمد نصار» وأصحابه بأبطال من ورق!فأبطال اليوم قد دخل بعضهم إلى مجلس الأمة متسلقاً الجدران من خلال سلم «الفرعيات» المجرَّمة قانوناً، أبطال أرادوا «شرعنة» إعدام الناس باسم الدين! أبطال يمارسون الإقصاء بامتياز ويتلذذون به.أبطال لا يقبلون حكم القضاء إلا إذا جاء على «مقاسهم». أبطال لا يتورعون عن تهييج الشارع وتقسيمه عنصرياً وطائفياً ومناطقياً من أجل الاستمرار على تلك المقاعد.نستحلفكم بالله، اختاروا يوماً غير يوم الاثنين، ولا تظلموا هذا اليوم، فلم يبق لنا سوى ماضٍ نقلب صفحاته بكثير من الألم وبعض الأمل!خربشة:نصر حامد أبوزيد، محمد العريفي، محمد الفالي، وأخيراً جدعان الهذال.تعددت مواقف النواب والمنع واحد!
مقالات
دواوين الاثنين... ميد إن تايوان
07-07-2012