كان آندي وارهول (1987-1928) فناناً بارزاً في حركة الفن البصري الذي عُرف بالفن الشعبي أو البوب آرت. ظهر هذا النوع من الفن في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم في خمسينيات القرن الماضي ليبرز خلال العقدين التاليين. و{بوب» اختصار كلمةpopular ، وفنون البوب البصرية اعتمدت على تصوير أي شيء استهلاكي، وحولت الفكرة أيضاً إلى الاعتراف بالاستهلاك كأحد أهم العناصر في حياة الشعوب.

Ad

تناول وارهول في أعماله العلاقة بين التعبير الفني وثقافة الشهرة وموجة الإعلانات التي ازدهرت بحلول الستينيات، والآن يلاحظ في العالم أثر وارهول ماثلاً في قوارير العطر، الأطباق، القبعات، الوسائد الصغيرة، أحذية الرياضة، غلاف الـ «آي فون»، الدفاتر، صناديق الشوكولا، أغلفة الكتب، البرامج التلفزيونية، عناوين الصحف، والدعايات.  

 أوجه وارهول كثيرة، فهو كان رسام أعمال يومية وسائرة وعادية، وتأثر بهذا الجانب من أعماله معاصروه من أمثال الفنان الألماني غيرهارد ريختر وخانس هاكي، وفنانون من الجيل اللاحق من بينهم جيف كوونس، داميين هيرست، والصيني آي وي وي...  والحقيقة أنه ما من رسّام ارتبط اسمه بـ{البوب آرت» مثل وارهول. وهو أوّل رسّام تمكّن من إزالة الفوارق بين الفنون التشكيلية والفنون التجارية التي تُستخدم في الرسوم التوضيحية للمجلات والكتب الهزلية وألبومات الموسيقى والحملات الإعلانية والدعائية، وإذا كان رسمه في البداية نوعاً من السخرية من الفن التشكيلي التقليدي، لكن لوحاته نفسها سرعان ما أصبحت أيقونات نمطية في متناول الجمهور ويقلدها أهل الفن وتُباع بملايين الدولارات في المزادات.

حاولت غاليري Q Contemporary البقاء وفية لشخصية الفنان الجريئة، متحوّلةً إلى The Factory، أستوديو وارهول الأصلي في نيويورك بين عامَي 1962 و1968. خلال هذه الحقبة، ابتكر الفنان عدداً من الصور التي أُنتجت بكثرة من صور فوتوغرافية لمشاهير مثل مارلين مونرو، إلفيس بريسلي، وجاكي أوناسيس. في مجموعة مارلين الشهيرة التي ستُعرض في الغاليري، مزج وارهول الفن مع ثقافة الإنتاج التجاري والاستهلاكي. فبابتكاره لوحات عدة من صورة مونرو المميزة، حوّل ثقافة البوب إلى فن شائع. أذهله الموت وحب المشاهير، ما دفعه إلى إبداع لوحات لمونرو تجسد تلك الشخصية الفانية، التي تقف وراء أسطورة لا تموت.

أيقونة هوليوود

بعد رحيل مارلين مونرو، رسم لها وارهول خمس لوحات اعتماداً على إحدى صورها الفوتوغرافية التي ظهرت بها في ملصق فيلمها الشهير «نياغارا». وفي جميع هذه اللوحات، وظّف الرسّام الصورة نفسها ولكنّه استخدم لكلّ منها لوناً مختلفاً، مطلقاً على كلّ واحدة اسماً يوافق لونها الغالب، مثل مارلين الفضّية، مارلين الذهبية، مارلين الزهرية، مارلين التركوازية أو الفيروزية، ومارلين الليمونية. الأمر الآخر أن وارهول عمد إلى تقديم تقنية في فنه ذهبت بصور مارلين إلى حقول المخيلة، حيث تلد الصورة صوراً متعددة.

كان وارهول يدرك تأثير مارلين مونرو الكبير على هوليوود وعلى الثقافة الشعبية الأميركية عموماً، فسعى جاهداً إلى التسامي بمكانتها من نجمة أو ممثّلة إلى أيقونة لهوليوود. ومن خلال استنساخه صورة عادية يعرفها الملايين، أراد الرسّام تقويض صورة مونرو كرمز عام وتحويلها إلى منتج ثقافي وصورة تقبل الاستنساخ والتكرار إلى ما لا نهاية. يبدو وجه مارلين مونرو في اللوحة ببشرة وردية وشفتين حمراوين وشعر أشقر على خلفية من اللون الفيروزي الداكن. لعبة الألوان غريبة هنا. اللون المكثّف في الخلفية يشكّل جوّا عن عالم أو فضاء غير واقعي. شفتا المرأة وظلا العينين تبدو غير متناسقة مع وجهها. الشعر لا يبدو طبيعياً بل أقرب إلى أن يكون شعراً مستعاراً.

استعارت غاليري Q هذه الأعمال من مجموعة إيمانويل جافوك، جامع قطع فنية يتمتع بشهرة عالمية. خلال العقود الثلاثة الماضية، أطلق جافوك، الذي يملك عدداً من صالات العرض الباريسية، فنانين أمثال باسكيا، كيث هارينغ، سندي شيرمان، آنيش كابور، ودنيس أوبنهايم، متعاملاً في الوقت عينه مع فنانين عظماء معاصرين، من بينهم بيكاسو، ماتيس، دالي، ورينوار.

جافوك أحد أوائل مَن روّجوا للفن الغربي في شنغهاي (الصين) في مطلع العقد الأول من الألفية الثانية. كذلك يقف وراء معارض بالغة الأهمية في عدد من متاحف النمسا، مثل معرض «أعمال جان ميشال باسكيا على الورق» في المتحف الوطني في كلاغنفورت. وفي السنة المقبلة، سيرعى حفلة معرض كوستا ريكا، حيث يقيم منذ سبع سنوات.

غاليري  Q Contemporary

في بيروت ستواكب أحدث تطورات عالم الفن بحسب ما أعلنت في بيان لها، وستتعاون مع شركة Compagnie Privée de conseils et d’Investissements لتقدم هذا الحدث المميز في لبنان. وتماشياً مع تقاليد قطاع المصارف الخاص في سويسرا، تلتزم هذه الشركة بدعم ترويج الفن حول العالم من خلال معارضه ومن خلال خدماتها التي تقدمها لعملائها المختارين.