ديفيد الكويتي!
الولاء أن تحترم القانون وتتبع تعليماته حتى ولو كنت لا تخشى العقوبة، وحتى لو لم يكن يراك أحد. الولاء أن تعطي وتخلص في عملك حتى لو لم يسألك أحد. الولاء أن تقدم مصلحة بلادك على مصلحتك الشخصية. هذا هو الولاء.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
يقول إن الكويت لا تعاني أي مشكلة في القدرات المالية، ولا في نقص الكفاءات والكوادر، ولا ينقص أبناؤها الذكاء حتى تصبح واحدة من أكثر دول العالم تطوراً ورقياً، لكن ما ينقصها الإرادة الصادقة والإخلاص من أبنائها تجاهها، والعمل الدؤوب للوصول بها إلى ذلك المستوى. ما قاله لي داوود، ذلك العربي الذي خرج من الكويت مغضوباً عليه، وعاد إليها ديفيد الأميركي الذي صارت بوابات المطارات العربية "تضرب له تعظيم سلام"، جعلني أسترجع من ذاكرتي كلمات قرأتها في أحد المنتديات بما معناه أن الولاء لأي بلد ليس كلمة تقال في العلن، ولا ورقة يحملها المرء في جيبه، وإنما فعل إرادي وممارسة حقيقية.الولاء أن تحترم القانون وتتبع تعليماته حتى لو كنت لا تخشى العقوبة، وحتى لو لم يكن يراك أحد. الولاء أن تعطي وتخلص في عملك حتى لو لم يسألك أحد. الولاء أن تقدم مصلحة بلادك على مصلحتك الشخصية. هذا هو الولاء.هنالك عبارة شائعة تقول: "جميل أن يموت الإنسان لأجل وطنه، لكن الأجمل أن يحيا لأجل هذا الوطن". صدق القائل، ففعلاً من الجميل أن يموت الإنسان شهيداً لأجل وطنه، لكنه أمر قد لا يسنح لكل إنسان أن ينال شرفه، لذا فالأجمل حقاً أن يكرس الإنسان حياته لأجل وطنه، وهذا هو الحب الحقيقي، وهذا هو الولاء الحقيقي، الذي هو أمر متاح للناس كلهم.الولاء لا علاقة له بالأصل، لأنه ليس عرقاً أو دماً يعود بالمرء إلى عائلة أو عشيرة أو قبيلة تعيش على هذه الأرض منذ قديم الزمان، وإنما هو شيء أكبر وأعمق، لذا فلينظر كل واحد منّا إلى نفسه، وإلى مقادير عطائه وإخلاصه في عمله، وإلى مقادير احترامه لقوانين بلده ونظمها، ومقادير انشغاله بهمومها وآلامها، وحرصه على السعي إلى تنفيذ آمالها، وحينئذ سيعرف أين تقع درجته على سلم الولاء.