دخلت الثورة المصرية، التي أطاحت النظام السابق، مرحلة جديدة، خلال الأسابيع الأخيرة، فبعدما كان موقع التواصل الاجتماعي

Ad

(فيسبوك) بطل ثورة 25 يناير 2011، بات موقع "يوتيوب" وفيديوهاته المصورة بطلاً جديداً للتظاهرات المناهضة لحكم الرئيس محمد مرسي، على خلفية إصداره إعلانات دستورية تكرس السلطات في يده، عبر توثيقه لتورط رجال من جماعة "الإخوان" في ارتكاب جرائم ضد معتصمين سلميين قرب القصر الرئاسي الأربعاء الماضي.

وفي ظل حرب التصريحات والبيانات والأخبار المغلوطة من التيارين الإسلامي والليبرالي، أصبح "يوتيوب" الوثيقة الأهم في تسجيل السلوكيات على الأرض، ففي حين يتحدث قادة الجماعة ورموزها عن سماحة الإسلام وعمق التسامح الديني بين المصريين، كشفت فيديوهات "مذبحة الاتحادية" بوضوح تورط عناصر من جماعة "الإخوان" في جرائم باتت تهدد كيان الدولة.

وبينما ادَّعت قوى التيار الإسلامي أنها المجني عليها في الأحداث، دافعت القوى الثورية عن سلمية تظاهراتها وعدم انتهاجها للعنف، ولم تجد سوى الفيديوهات التي لا تكذب، حيث سارعت إلى نشر عشرات منها تتضمن بالترتيب كيف تحرك إسلاميون إلى مقر الأحداث وهم يهتفون "إسلامية إسلامية"، وكيف اعتدوا وحطموا الخيام على رؤوس المعتصمين السلميين، وكيف ضربوا وعذبوا سيدات وأقباطاً، وكيف استخدموا الرصاص الحي والخرطوش.

عميدة كلية الإعلام السابق ليلى عبدالمجيد قالت لـ"الجريدة" إن "السر وراء انتشار الفيديوهات المصوَّرة هو أن الصورة أبلغ من ألف كلمة، خصوصا الصورة المتحرِّكة، التي تنقل الواقع نقلاً حرفياً كاملاً، بعد غياب الحقيقة عن أحاديث الساسة".