في فترة التغييرات التي يعيشها العالم العربي وازدحام المؤثرات الدولية في مناطق "الربيع العربي"، وبالتالي عولمة القضايا والعمل السياسي، برزت الحاجة إلى صياغة رؤية جديدة لضمان سلامة العمليات المصاحبة لفترة التغيير أبرزها الدور الاستراتيجي الإعلامي والخاص بقضايا عديدة منها التدخل الإنساني والمساعدات الإنسانية، وأبرز مثال على ذلك الوضع في سورية وليبيا وغيرهما من الدول التي أرغمت المجتمع الدولي على البحث عن نموذج جديد للتدخل في شؤون الدول الخاضعة للتغيير التي تحتاج إلى المساعدة الإنسانية.

Ad

ومن التغيرات التي تستدعي الاهتمام تلك التي تمس الشأن الداخلي في العالم العربي كتصميم النظم الانتخابية في فترة ما بعد الثورات، واستحداث نماذج إدارية لمراجعة الدساتير، وهو الأمر الذي يشغل الشارع المصري حالياً، حيث يقف المواطن أمام أمرين؛ إما أن تقوم الأغلبية "الإسلامية" بتغيير الدستور لمصلحتها عبر قوانين تدغدغ بها مشاعر المواطن كتغليظ العقوبات في زمن المبادرات الحقوقية، وحرمان المرأة من المشاركة، وفرض المزيد من القيود على نصف المجتمع، وإما أن تقوم جهة محايدة قانونية بوضع نموذج تصحيحي للمرحلة الانتقالية... فما النموذج المتبع؟

وفي سياق إدارة التغيير... يذهب جوزيف ناي الذي صاغ نظرية الليبرالية الجديدة مع روبرت كوهين، والتي تطورت إلى مزج الليبرالية بالواقعية للسياسة الخارجية عام 2008، إلى أن الدبلوماسية العامة أو القوة الناعمة هي الحل، وهي عبارة عن القدرة على تحقيق الأهداف دون اللجوء إلى الاحتكاك أو استخدام القوة التقليدية، أي عبر الاستثمار في العلاقات الدولية والحرص على متابعة الرأي العام، وتقييم السياسة العامة والخارجية.

فالمتغيرات التي يشير إليها ناي هي العولمة والثورة التكنولوجية، أو كما يعرِّفها اليوم بـ"الدبلوماسية العامة الجديدة" التي برأيه قد ساهمت في كشف نقاط الضعف في رسم استراتيجيات اقتصادية وإعلامية، الأمر الذي يضعنا أمام الحاجة إلى تفعيل المؤثرات الاقتصادية والإعلامية في السياسة المحلية والخارجية معاً.

وقد أشرنا إلى المؤثرات الاقتصادية في السابق من خلال ورقتنا البحثية التي تحمل عنوان "الدبلوماسية الاقتصادية والعلاقات الكويتية اليابانية" التي تبرز الدبلوماسية الاقتصادية كأداة من الأدوات الفعالة لتخطيط العلاقات الخارجية وتنفيذها.

أما تفعيل المؤثرات الإعلامية فيأتي موجهاً إلى الشأن المحلي والخارجي عبر أساليب متعددة أبرزها إلقاء الأضواء على الأدوات التنفيذية المرتبطة بوسائل الإعلام التقليدية منها والإلكترونية، آخذين بعين الاعتبار تأثرها بالعولمة والثورة التكنولوجية وأدوات الاتصال... وللحديث بقية.

كلمة أخيرة:

رسالة إلى المسؤولين عن سلامة الأفراد والمركبات؛ مازالت السيارات تتسابق بسرعة جنونية في مناطق معروفة وأوقات معروفة... فإلى متى تجاهل تلك الحقيقة؟ كما أن اهتمامنا بمبادرات الشباب يجب أن يمتد إلى الحفاظ على أرواحهم أيضاً... أليس كذلك؟!