كلمات حول مقاطعة الانتخابات والمسيرة الثانية!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
هذا بخصوص مقاطعة الانتخابات، وأما موضوع "مسيرة كرامة وطن" الثانية، فقد كنت وجدت في المسيرة الأولى بالرغم من أني لم أكن مقتنعاً بها كتحرك شعبي تعبيراً عن رفض تعديل آلية التصويت، ولم أكن مقتنعاً كذلك بفكرة التحرك من ثلاث نقاط مختلفة نحو نقطة واحدة، ولم أدرِ من جاء بالفكرة أساساً وهل تمت دراستها بشكل وافٍ أم لا، إنما وجدتها تعلن في "تويتر" ويساق الناس إليها سوقاً دون تمحيص ودراسة، ومع ذلك شاركت لسببين: أولاً حتى لا يتجرأ أي طرف فيقول إني ممن يكتفون بالتنظير دون المشاركة الحقيقية، وثانياً حتى أكون شاهداً على ما يجري، فليس من سمع كمن رأى. كان رأيي، وما زال، بأن الاعتصام والاحتشاد في ساحة الإرادة، حتى دون خطابات وميكروفونات، وبعدد كبير يستمر في التزايد مع الوقت سيوصل ذات الرسالة القوية إلى متخذ القرار بأن قطاعاً كبيراً من الشعب يرفض ويقاطع ويعتصم.نحن اليوم في صراع سياسي أصلع، ولكن لا بد لكل صراع من حسن إدارة وصبر وطول نفس، وأما استعجال القطاف للوصول إلى النتائج السريعة فليس من الحكمة في شيء وسيحرق الأمور؛ لهذا السبب لن أشارك في مسيرة كرامة وطن الثانية، وإن كنت بلا ذرة من تردد مع الفريق الرافض لما جرى، لن أشارك في المسيرة الثانية وأطالب بدلا من ذلك بأن تنطلق الاعتصامات وتستمر بلا توقف في فعاليات أسبوعية في ساحة الإرادة وفي قاعات جمعيات النفع العام، وفي كل مكان مسموح به في الأطر القانونية المعقولة، وأن تحشد في موازاة هذا كل الجهود إعلامياً وسياسياً للتصدي لما يجري. ورفع سقف المواجهة عندي لا يصح أن يتوقف عند حدود إعادة آليات التصويت إلى ما كانت عليه، فهذا أمر ضئيل، ومعركة هامشية تم جرنا جميعاً إليها، وإنما الفرصة التاريخية السانحة التي أطلت برأسها تقول إن سقفنا يجب أن يصل إلى المواجهة السلمية المكشوفة في سبيل نظام ديمقراطي تعددي حزبي كامل، بكل تفاصيل الأمر ومشتقاته.وعلينا، يا سادتي، أن نوطد أنفسنا لحقيقة أن هذه المواجهة السلمية المكشوفة لن تكون حلقة واحدة ستمر سريعا، بل قد تصبح سلسلة طويلة من الحلقات والبذل والمعاناة، وأن نؤمن عميقاً بأنه سينتصر في النهاية الصامدون الصابرون الذين لا يستعجلون.