كنت في بهو أحد الفنادق في أوروبا وإذا بي أرى رجلا ستينياً أميركياً يتحدث مع سواح من نفس بلده، كان يتجاذب أطراف الحديث معهم حول الأماكن التي زارها وينصحهم بزيارة المواقع الجميلة لزوجين في شهر العسل، سألوه عن رحلته وقال لهم إنه يجوب أوروبا لمدة شهر مع أخته، حيث إنه عمل مدرساً طوال حياته، وحان الوقت لتحقيق أحلامه هو وأخته بزيارة الدول التي طالما حلم بزيارتها، وأنه سعيد بأنه يبلغ 65 من عمره ويحلم برؤية دول عديدة.

Ad

أعجبتني روح الحياة والتفاؤل التي تلبست روحه، وجعلتني أشعر بأن الحياة تبدأ حتى بعد الستين، ونحن هنا نعاني رهاب التقدم في العمر لأننا نكفن أرواحنا قبل أن تموت أجسادنا، حين يدخل العرب عقدهم الساشدس يعتبرون أنهم في مرحلة احتضار وانتظار الموت.

يتحدثون عن الموت كأنه الطارق والزائر اليومي لهم، ينتظرونه بكثير من الترقب ويتمنون أن يكونوا خفافاً على غيرهم.

روح من التشاؤم غير عادية مثيرة للاكتئاب تجعلك بالفعل في حزن دائم يزداد مع التقدم في العمر، هذه الروح هي الجالبة للأمراض والمؤدية إلى الموت البطيء.

عند الغرب الوقت ليس متأخراً للقيام بتعلم لغة جديدة، لانتهاج طرق حياة جديدة وزيارة أماكن جديدة، في حين نحن نردد أمثالاً محبطة مثل "بعد ما شاب ودوه الكتاب"، وما إلى ذلك من مقولات سلبية، أرواحنا تهرم قبل أوانها بسبب هذا النفس المصاب بالشيخوخة.

العمر ليس سوى رقم، فالروح قد تشيخ قبل أوانها وقد تظل شابة طوال عمرها، وحده التفاؤل وحب الحياة وحب الخير ينعشها.

أنت بيدك تحديد مصيرك، فلا تصبح نسخة مكررة من روح عجوز، واختر أن تعيش شاباً محباً للحياة، ولا تصنع عثرات في دربك، وتقبل المصائب بكثير من الإيمان.

أغلب مرضى السرطان يعيشون، ويتلاشى مرضهم إن تعاملوا معه بتفاؤل، وبقدر من التقبل للقدر وبمحبة لقسمة الله، وهناك من يموت بسبب أمراض عادية بسبب تلك الروح المشبعة بالتشاؤم وبنظرتها لابتلائها.

أنت تختار أن تكتشف العالم بالستين والسبعين، أو أن تعيش على هامش الحياة كشخص ينتظر الموت، نحن لا نصنع القدر ولكننا نختار كيف نتعامل معه، وهنا الفرق بيننا وبينهم، طريقة تقبلهم وتعاملهم مع القدر.

قفلة:

الكويت جميلة وملكة، ليتنا نعاملها كتاج على رؤوسنا، الكويت هي عزتنا ورفعتنا لا تستحق أن يتم تدميرها من عناصر لا تمثلنا، الكويت محبة وسلام، وليست حرب كلام وتقاتل وتعارك، الكويت هي أمي وأمك لا تقتلها بيدك أيها الحاقد!