ماذا خسرت الكويت؟!

نشر في 29-05-2012
آخر تحديث 29-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 د. ساجد العبدلي تابعت الأخ عبدالعزيز الغربللي وهو يطرح نقاطا مهمة في "تويتر" حول مشروع "كي- داو"، والغربللي هو من الشباب الكويتي المتميز ممن تخصصوا في قطاع التمويل حيث يقيم حالياً في سنغافورة لظروف عمله في مجال الشحن واللوجيستك، حيث يعمل مقيِّماً مالياً معتمداً هناك. وقد طلبت منه تزويدي بالنقاط على هيئة مقال لنشرها في هذه الزاوية، وذلك لسببين: أولاً، لأنها نقاط علمية مهمة وتستحق النشر والاطلاع، وثانياً، وهو الأهم بالنسبة لي، كي يعطى المجال لمثل هذه الطروحات الموضوعية للانتشار إعلامياً، في وجه سيطرة الصوت غير المتخصص وتحجيمه لكل صوت سواه. ولست أقول هنا بأن ما سيطرحه الغربللي غير قابل للمناقشة، بل على العكس تماماً، هو مبذول لذلك، على عكس الأصوات المعاكسة التي تأتيك تشهر سلاحا إما أن تكون معي... وإلا فأنت ضدي.

يقول الغربللي في مقاله، الذي جاء بعنوان: ماذا خسرت الكويت بإلغائها صفقة "كي - داو"؟

عند الحديث عن إلغاء صفقة "الكي- داو" تتجلى لنا مشاهد عدة من ضعف حكومي وجهل نيابي بالجوانب الفنية إلى أن نصل إلى رئيس الوزراء السابق الذي يتحمل الوزر الأكبر لإلغاء الصفقة عندما قدمها قرباناً لكرسي رحل عنه بالنهاية.

وقبل التفصيل في الجوانب التي خسرتها الكويت من الصفقة لابد لنا من تعليق على جوانبها الفنية:

1- الاستحواذ في الشراكة كان على "أصول مدرّة" وكل من له معرفه بسيطة بالتقييم المالي يعلم أن التقييم في هذه الحالة يكون للتدفقات النقدية المتوقعة، وبدرجة أقل قيمة الأصول. أما الحديث عن قيمة السهم فليس له محل من الإعراب باستثناء إمكانية استخدامه كوسيلة ضغط في التفاوض للتقليل من قيمة الصفقة، وهو ما تم فعلاً بتقليل قيمتها من 9 مليارات إلى 7 مليارات.

2- كل من له علاقة بصناعة البتروكيماويات يعلم أن الأصول غير الملموسة،‬ مثل براءات الاختراع، لها قيمة كبيرة جداً بل وفي بعض الأحيان تتجاوز الأصول الملموسة.

3- التحدي القادم في صناعة البتروكيماويات هو التكنولوجيا واللوجيستك، وخبرة شركة "داو- كيميكالز" كبيرة جداً في هذين الجانبين.

4- الشراكات الموجودة اليوم في منطقتنا والعالم في صناعة البتروكيماويات قائمة على معادلة بسيطة:

سيولة + مواد خام منخفضة التكلفة + براءات اختراع + خبرة

بعد التعليق على الجوانب الفنية... ماذا خسرت الكويت بإلغاء صفقة "الكي-داو"؟

1- خسرت الكويت فرصة أن تكون ثاني أكبر منتج للبتروكيماويات على مستوى العالم.

2- خسرت الكويت براءات الاختراع وخبرة شركة "الداو كيميكالز" في هذا المجال.

3- خسرت الكويت فرصة الدخول إلى أسواق جديدة والاستحواذ على شبكة "الداو" الواسعة من المشترين.

4- خسرت الكويت تملك مصانع في أنحاء العالم المختلفة ما سيخفض بحسبة بسيطة تكلفة اللوجيستك بما لا يقل عن 250 دولاراً للطن الواحد.

5- وأخيراً أسوأ ما خسرته الكويت هو الإساءة لسمعتها التجارية في الخارج ما سيصعب مستقبلاً من موقعها التفاوضي في حال رغبتها بعقد أي شراكة مستقبلاً.

خلاصة إلغاء الصفقة أننا وقعنا بين جهل نيابي "إذا افترضنا حسن الظن" ينطبق عليه المثل (من تحدث بغير فنه أتى بالعجائب)، وبين رئيس للوزراء هو المسؤول الرئيسي عن إلغاء الصفقة اعتقاداً منه أنه يحمي موقعه السياسي الذي رحل عنه أخيراً، ولذلك المطلوب اليوم هو التحقيق مع من تسبب في إلغاء الصفقة ولماذا كان ذلك؟ وما الثمن الذي دفع؟ وإلا سنصل إلى مرحلة يحجم فيها كل مخلص وصادق عن العمل، ويتصدر كل منتفع وجاهل وحينها لا عزاء للبلد.

back to top